وتابع المالكي في مقابلة مع شبكة "يورونيوز": "قادة الاتحاد الأوروبي يسعون لبلورة خطة تحرك لمواجهة مبادرة السلام في الشرق الأوسط التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تعرف باسم صفقة القرن".
وأوضح بقوله "لا أعتقد بأن الاتحاد الأوروبي يملك من الشجاعة ما يكفي لأن يتخذ إجراءات عقابية بحق إسرائيل".
ولفت المالكي الانتباه إلى أنه لا يوجد ما يحول دون توصل الاتحاد الأوروبي إلى إجماع حول أي قضية دولية، وفق ما تمليه المبادئ التي تشكل من أجلها.
ثم استدرك بقوله "لكن عندما يكون أي أمر مرتبط بإسرائيل تختفي هذه المبادئ تماما، وتخرج أصوات داخل الاتحاد الأوروبي تمنع اتخاذ مثل هذه الخطوات، وبالتالي تحول دون أن تصدر عن الاتحاد الأوروبي أية خطوات أو إجراءات قد تكون بمثابة عقوبات".
والتقى المالكي مساء اليوم بالممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل في بروكسل، حيث شكك المسؤول الفلسطيني في إمكانية أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على إسرائيل تكون كفيلة بإرغامها على الانصياع للشرعية الدولية.
ووصف المالكي لقاءه بجوزيب بوريل، بأنه "في غاية الأهمية، لأننا في مرحلة حساسة للغاية ونحاول فيها البحث عن طرق ومخارج وشراكات مهمة نستطيع من خلالها مواجهة ما يسمى صفقة القرن".
قال وزير الخارجية الفلسطيني "مسؤولو الاتحاد الأوروبي يبحثون عن رؤى وأفكار تتيح لهم فتح مسارات وخيارات من أجل تجسيد موقفهم الرافض لصفقة القرن على أرض الواقع، الفكرة الوحيدة المتوفرة لديهم حتى هذه اللحظة هي إمكانية دعوة الرباعية الدولية للاجتماع لبحث ما هي الخيارات المتاحة".
ولكن قلل المالكي من أهمية مثل هذا الخيار على اعتبار أن الولايات المتحدة أحد أطراف الرباعية الدولية.
وقال المالكي: "في حال أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت عدم المشاركة أو تعطيل أية مخرجات من هذا الاجتماع، فلن يكون (ثمة) جدوى من مثل هذا الاجتماع، بمعنى يجب علينا أن نفكر في ما بعد الرباعية".
واقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حلا للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يقوم على أساس "دولتين" ولكنه يتضمن شروطا صارمة أعلن الفلسطينيون على الفور رفضهم لها.
وتتطرق خطة ترامب التي وصفت بأنها "السلام من أجل الرخاء" للقضايا الجوهرية للصراع الذي أعاق صنع السلام على مدى عقود مثل الحدود واللاجئين والأمن ووضع القدس والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن ترامب، أمس الثلاثاء، خطته لتسوية القضية الفلسطينية-الإسرائيلية المعروفة باسم "صفقة القرن"، وسط حضور من كبار المسؤولين في إدارة ترامب، ورئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وسفراء عمان والإمارات والبحرين.