زارها رحالة كثيرون، من بينهم "ابن بطوطة" و"صمويل بيكر" وغيرهما، كما زارها قادة وزعماء، من بينهم خديوي مصر عباس حلمي واللورد اللنبي، المندوب السامي البريطاني في مصر.
الأساطير الشعبية
تحكي بعض الأساطير الشعبية السودانية حكاية قطط ضخمة توجد بالجزيرة، وتصطاد الأسماك، وتدور حولها أحاديث الأهالي، الذين تمثل رواياتهم قصصا تلهب خيال السياح والزوار، وتنثر أجواء من الرهبة والغموض.
وتعتبر سواكن موقع استراتيجي منذ دخول الغزو الإنجليزي، الذي اعتبر موقعها الاستراتيجي مقرا للحاميات الحربية، التي منها أعد المناضل البجاوي عثمان دقنة، وكسر المربع الإنجليزي بمنطقة قريبة من سواكن وهزم فيها الإنجليز.
وقالت الدكتورة نوارة أبو محمد، الباحثة السودانية في العلوم البيئية والتنمية الريفية المستدامة لـ"سبوتنيك": "كانت منطقة سواكن قبلة تجارية ومعبر لجميع أنحاء العالم ومنطقة للتبادل التجاري ما بين بلاد الهند والسند، وظهر هذا الانفتاح مع العالم في الزي الرسمي البجاويين، وهم سكان المنطقة الأصليين".
وتابعت الباحثة السودانية، "يتكون الزي الرسمي للبجاوي، سكان جزيرة سواكن، من "الصديري والسروال والقميص والحذاء وهو الزي الرجالي، كما يتكون الزي النسائي من الساري الهندي حالهم كحال النساء الهنديات من قديم الزمان إلى يومنا الحالي، ويرجع ذلك للتبادل التجاري".
قصر الشناوي وملتقى الجنسيات
وذكرت أبو محمد، يوجد بالجزيرة الكثير من الآثار، التي تشهد على تاريخ سواكن الضارب في القدم، حيث يوجد بها قصر التاجر المصري المعروف باسم "قصر الشناوي"، الذي أنشىء تقريبا في عام ١٨٧٩ وفقا لبعض الروايات، ويتكون القصر العريق من ثلاثة طوابق، وبه ٣٦٥غرفة بعدد أيام السنة، كما روى أجدادنا بأن الشناوي كان يتجول ويبيت كل يوم بغرفة بعدد أيام السنة.
وأشارت الباحثة السودانية، إلى أن "الجزيرة عبارة عن منطقة صغيرة تسكنها العديد من الجنسيات كالاتراك واليمنيين والمصريين والعراقيين والسعوديين وغيرهم، الذين توجد أسرهم إلى يومنا هذا، بالإضافة لسكانها الاصليين، والحرفة الرئيسية لأغلب سكان سواكن هى الصيد والعمل على بيع "الشعب المرجانية" الملونة التي تشتهر بها هذه المنطقة من البحر الأحمر "مدينة سواكن"، وفي يومنا هذا تراجعت مكانة سواكن بعد تعاقب الحكومات الجائرة، التي أهملت منطقة سواكن كمنطقة تجارية وميناء قومي".
وتابعت: "لا يوجد في سواكن أبسط مقومات الحياة اليومية من مياه شرب وكهرباء، فهل يعقل أن تكون مدينة بهذا الثراء الثقافي والتجاري وتقبع تحت نير الإهمال بهذا الشكل".
القارات الثلاث
وقالت آمنة أحمد مختار، مؤسسة حزب الخضر السوداني لـ"سبوتنيك": "سواكن منطقة استراتيجية على ساحل البحر الأحمر الغربي، وتعتبر منفذ على ثلاث قارات هي آسيا وأفريقيا وأوربا عبر البحر الأبيض المتوسط عن طريق قناة السويس".
وأضافت: "ذلك الموقع جعلها مطمعا للقوى الاستعمارية العالمية، حيث دأبت تركيا منذ مئات السنين للاستحواذ على الجزيرة حيث كانت جزيرة سواكن مستعمرة تركية، وتم إجلاء هذه المستعمرة وتحريرها".