ورغم نفي إسرائيل وهيئة شؤون الأسرى والمحررين وقوع إصابات في صفوف المحتجزين، قالت الهيئة إنه تم فرض الحجر الاحترازي على مجموعة من الأسرى في سجن "مجدو"، بعد إخراجهم من السجن وإعادتهم إليه.
وفي ظل انتشار فيروس كورونا، طرح البعض تساؤلات بشأن أوضاعهم المعتقلين في السجون، ومدى إمكانية الإفراج عنهم في حال نجحت ضغوط المجتمع الدولي على القيادات في إسرائيل.
تحذيرات فلسطينية
وشددت هيئة الأسرى، على مطالبتها للمؤسسات الدولية والحقوقية والقانونية للضغط على السلطات الإسرائيلية بالإفراج الفوري عن الأسرى ولا سيما الأقل مناعة كالأسرى المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال، وبضرورة تعقيم الأقسام والغرف وتقديم كل وسائل الصحة والسلامة العامة للمعتقلين، ومحملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة أي أسير يصاب بهذا الفيروس.
عضو الوحدة القانونية في هيئة الأسرى جميل سعادة: محقق إسرائيلي مصاب بـ #كورونا يُعتقد أنه نقل العدوى إلى عدد من الأسرى الفلسطينيين pic.twitter.com/EAfBctTIDX
— قناة الحوار الفضائية (@alhiwarchannel) March 20, 2020
ودعا أمين عام حركة "المبادرة الوطنية" الفلسطينية مصطفى البرغوثي، الخميس، إلى ممارسة ضغط دولي للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
وقال البرغوثي في بيان، إن "كل دول العالم تفرج عن السجناء بسبب خطر وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، فكيف وأن الأسرى الفلسطينيين سجناء حرية رأي، وبسبب نضالهم للحرية".
وشدد على أهمية "إطلاق أوسع حملة ضغط دولية، لإجبار إسرائيل على الإفراج عن الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال".
وفي وقت سابق، قال نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، إن 4 أسرى أصيبوا بفيروس كورونا، إلا أن مصلحة السجون الإسرائيلية، نفت في بيان لها ذلك، وقالت إنها "عزلت" أربعة معتقلين فلسطينيين، بعد الاشتباه باتصالهم بمريض بفيروس كورونا، الأسبوع الماضي.
مناشدة فلسطينية
إياد نصر، عضو المجلس الثوري الفلسطيني، المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح"، قال إن "ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا لعدد من المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال ينذر بكارثة".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "المحققين الإسرائيليين هم من نقلوا الوباء إلى الحالات المصابة، وذلك في ظل تفشي الوباء بين الإسرائيليين، خصوصا في صفوف الجنود والمحققين".
وتابع: "حياة لأسرى في خطر في ظل ما يحدث، خاصة في ظل إقدام بعض لجان السجون عن منع ما يقارب من 140 صنفًا من الأطعمة على المعتقلين، وذلك يقلل من مستوى مناعتهم".
مصلحة السجون الإسرائيلية تنوي وجود إصابات بفيروس كورونا في صفوف الاسرى الفلسطينيين pic.twitter.com/X0OAF4ouQD
— i24NEWS Arabic (@i24NEWS_AR) March 19, 2020
وأشار إلى أن "القيادة الفلسطينية ناشدت المجتمع الدولي للتدخل والإفراج عن الأسرى خاصة كبار السن والأمهات والأطفال، ونأمل في استجابة دولية للأمر".
ضغوط قوية واستجابة ضعيفة
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعتي الأقصى والقدس، والقيادي في حركة فتح، إن "قبل عدة أيام تم الإعلان عن وجود ٥ حالات مصابة بفيروس كورونا بين صفوف المعتقلين الفلسطينيين، ثم أعلنت هيئة الأسرى الفلسطينية أن الخبر غير صحيح".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "البيئة الصحية التي يعيش فيها الأسرى الفلسطينيين تساعد على انتشار أي وباء حيث بيئة صحية سيئة جدا لذلك طالبت لجان حقوق الإنسان وهيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية من الاحتلال الإفراج عن الأسرى في ظل هذا الوباء حيث إن عدد الأسرى الفلسطينيين يتجاوز الخمسة آلاف معتقل".
وتابع: "لا أعتقد أن الاحتلال سيوافق على هذا الطلب حيث أن الأمر لا يهمهم حتى لو تم إصابة جميع المعتقلين".
واستطرد: "وقد يقوم لتخفيف الضغط الدولي لو حدث بالإفراج عن المعتقلين المرضى والذين أنهوا جزءًا كبيرًا من محكومياتهم و عدد ممن اتهموا بقضايا صغيرة وبعض من المعتقلين الإداريين، ولكن لا أتوقع أن يتم الإفراج عن المعتقلين المتهمين بتنفيذ عمليات فدائية ضد الاحتلال والمستوطنين وبذلك من سيفرج عنهم سيكون عدد محدود لا يتجاوز الألف معتقل".
وأكد أنه "رغم كل ذلك المطلوب تحرك دولي من السلطة للضغط الدولي على الاحتلال في ظل ارتفاع إنسانية العالم لمواجهة هذا الوباء و لا تنتظر للنتائج".
كورونا وإسرائيل
وسبق أن أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في إسرائيل إلى 705 أشخاص، بينهم جنديان في الجيش الإسرائيلي، الذي ارتفع عدد المصابين في صفوفه إلى 12 جندياً.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية، في اجتماع لها صباح الجمعة، على إجراءات حالة الطوارئ في إسرائيل، والتي تضمنت فرض إغلاق كامل في إسرائيل لمدة 7 أيام وسيتم تجديدها بحسب الحاجة بشكل أسبوعي، وذلك للحد من تفشي فايروس الكورونا.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنه المتوقع أن تعلن الحكومة الإسرائيلية في الأيام القادمة، إغلاق الأسواق الكبيرة بسبب العدد الكبير من الأشخاص الذين يأتون إلى هذه الأماكن، ويتنقلون بشكل مزدحم، مما يشكّل انتهاكات كبيراً لأنظمة الطوارئ.
وتعتقل إسرائيل في سجونها 5000 أسير، منهم 43 امرأة، و180 طفلا، و700 مريض.