وفي السياق واكبت كاميرا "سبوتنيك" قيام وحدات من الشرطة السورية باتخاذ إجراءات صارمة لتنظيم الازدحام الشديد الذي تصاعد بشكل كبير اليوم على شراء الخبز من أفران دمشق، بما في ذلك وضع ممرات حديدية لتنظيم الدور أمام نوافذ البيع، ومنعا للتماس المباشر بين المواطنين وما يعنيه ذلك من مخاطر انتقال محتمل لفيروس "كورونا" من أي عدوى قد يحملها أي زبون.
ويشتهر السوريون عموما بتخزين الأغذية في أوقات الأزمات، وهذه العادة تعود في جذورها إلى مطلع القرن الماضي أيام الحرب العالمية الأولى التي شهدت أبشع أنواع المجاعات التي مرت على المنطقة.
وعلى عكس ما شهدته المؤسسات السورية من انتظام تلقائي خلال السنوات الماضية حين كانت التنظيمات الإرهابية تحاصر وصول الإمدادات الغذائية إلى العاصمة دمشق، فإن ردود الفعل الشعبية على إعلان أول حالة مصابة بفيروس "كورونا" اتخذت منحى مغايرا تجلى في التهافت الشديد على الأفران لاقتناء الخبز، كما شهدت المؤسسات الأخرى، بما فيها مراكز "السورية للتجارة" التي تبيع الخضار والسلع الغذائية، ازدحاما استثنائيا.
وأعلنت وزارة التجارة الداخلية عن إطلاق عمل أفران الخبز التابعة لها بالطاقة القصوى.
وبدأت الأفران تشهد ازدحاما كبيرا ما استدعى تدخل قوى الأمن الداخلي (الوحدات الشرطية) لتنظيم الدور.
يعد الخبز مكونا أساسيا في وجبة غذاء السوريين، ورغم أنه يباع في الأفران الخاصة والمحال التجارية، إلا أن أسعاره المنخفضة بشكل قياسي في الأفران الحكومية، دفعت الغالبية العظمى من السوريين للإقبال على الانتاج الحكومي وخاصة بعدما دمرت الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي الغربي على سوريا قدراتهم الشرائية، واستنفدت مدخراتهم وقلصت فرص العمل في عموم البلاد إلى مستويات خطيرة للغاية.
ويباع (خبز) المخابز الحكومية بسعر مدعوم، حيث لا يتجاوز سعر الربطة (التي تحوي 1.5 كغ) الـ 50 ليرة سورية، أي بمعدل يقارب 30 ليرة (نحو 3 سنت/ دولار أمريكي) للكيلوغرام الواحد، علماً أن الكمية المثيلة تباع في الأفران الخاصة والمخازن بنحو 10 أضعاف.