ويعد هذا الهجوم، الذي استهدف موقعا عسكريا في بامبا، الأحدث في العمليات المنسوبة للجهاديين ضد الجيش المالي في الأشهر الأخيرة، في سياق التدهور الأمني الشديد. والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى في صفوف الجيش.
وأكد مسؤول في بلدية بامبا رفض الكشف عن هويته في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس": "هاجم إرهابيون معسكر الجيش في بامبا في وقت مبكر صباحا. قُتل على الأقل 20 عسكريا".
وذكر مسؤول آخر لم يكشف هو أيضاً عن اسمه: "لقد شاهدنا 23 جثمانا في المكان لغاية الآن. وهناك آخرون في عداد المفقودين كما سرقت معدات وتم تدمير المعسكر"، مشيرا إلى عدم وجود مدنيين بين الضحايا.
وجال رجال مسلحون على متن دراجات نارية وسيارات في المنطقة منذ الأحد واقتحموا الموقع صباح الاثنين.
وأفاد أحد السكان، الذي كان مختبئا في منزله، عن حدوث تبادل كثيف لإطلاق النار.
وأكد مصدر عسكري مالي في غاو، وهي مركز المنطقة، الاعتداء ومقتل الجنود، من دون تحديد عددهم. وقال إن هناك خسائر أيضاً في صفوف المهاجمين.
ويتعرّض الجيش المالي منذ أشهر لعدة لاعتداءات دامية، في بلد يواجه أنشطة مجموعات مرتبطة بالقاعدة وتنظيم "داعش" أعمال عنف أهلية.
وتعاني مالي منذ 7 سنوات من انتشار العنف المسلح في الشمال والوسط، بعد أن وقع شمال مالي في أيدي الجماعات المسلحة في مارس/ آذار 2012، وساعد التدخل العسكري الذي بدأ، في يناير/ كانون الثاني 2013، بمبادرة من فرنسا في تراجع قوة ونفوذ الجماعات المسلحة بالمنطقة، لكن مناطق بكاملها شمال ووسط مالي لا زالت خارجة عن السيطرة.
وأسفر تمرد الانفصاليين والحركات الجهادية الآن وأعمال العنف القبلية كذلك عن سقوط آلاف القتلى وتشريد مئات الآلاف منذ بداية الأزمة العميقة التي اندلعت في عام 2012، رغم وجود قوات أممية وإفريقية وفرنسية.
وامتدت أعمال العنف التي انطلقت في شمال مالي إلى وسط مالي وبوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.
وتخرج مساحات شاسعة من الأراضي عن سيطرة الدولة التي تبذل قدر استطاعتها، وبدعم من حلفائه، قيادة المواجهة العسكرية والمسار السياسي الضروري لإنهاء الأزمة.