وأشار أبو الغيط في رسالة وجهها إلى قيادات عالمية من بينها الأمين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية دول عدة منها روسيا والولايات المتحدة إلى أن اليمين الإسرائيلي يسعى إلى تنفيذ مخططات ضم أجزاء من الضفة الغربية في منطقة غور الأردن، في ظل انشغال العالم بمكافحة وباء كورونا.
وحول الممارسات التي تقوم بها إسرائيل في الوقت الذي تحارب جميع دول العالم تقريبا في وجه فيروس أصاب ما يقارب مليوني شخص في الكوكب حاليا، تحدث السفير الفلسطيني السابق في روسيا الدكتور خيري العريدي لوكالة "سبوتنيك" ويقول: "إسرائيل كيان قائم على العنصرية والعدوان، وهذا سياسته ومبدأ الوجود الإسرائيلي منذ البداية، وإسرائيل مجتمع ودولة استيطانية تكونت خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، وقامت فوق الأرض والمدن والقرى الفلسطينية، ولا فرق لديه إن كان هناك فيروس كورونا أم لا".
وفي حوار مع وكالة "سبوتنيك" يقول المحاضر الأول في كلية الدراسات الشرقية أندريه تشوبريغين: "يجب أن أقول إن الإسرائيليين كانوا مبدعين دائمًا في هذا المجال، وفي عهد نتنياهو أصبحوا أيضًا عدوانيين أكثر، وقبل ذلك لا أتذكر بصراحة مثل هذا العدوان في السياسة لإسرائيلية حتى مع الآباء المؤسسين للدولة، لم يكن هذا حتى أثناء الحروب الأكثر سخونة مع العرب".
ويتابع: "أول ما يتبادر إلى الذهن هو أن الإسرائيليين يستخدمون الوضع الحالي كغطاء، أي أن فيروس كورونا بالنسبة لهم هو تمويه يختبئون خلفه، حيث يمكنهم الوفاء بالوعود السابقة بضم غور الأردن والأراضي الفلسطينية الأخرى، وهذا تماما ما بنى عليه نتنياهو حملته الانتخابية".
ويواصل تشوبريغين كلامه: "ولا يساورني شك أبدا بأن نتنياهو بدأ برنامجه لضم الأراضي الفلسطينية، حيث أنه الآن خرج من الأزمة السياسية ووضعه غير المستقر، وبعد تراجع غانتس عن المواجهة السياسية شعر نتنياهو بأن لديه الفرصة للبقاء في تاريخ إسرائيل كزعيم وقام بتوسيع أراضي المستوطنات بما يقرب من كامل أراضي الضفة، وقد استخدم فيروس كورونا كغطاء جيد لذلك".
صفقة القرن
وعما إذا ما كانت التحركات الإسرائيلية الحالية تأتي ضمن ما يسمى بصفقة القرن، والتي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقول السفير الفلسطيني السابق: الآن يأتي طرح صفقة القرن من قبل ترامب، وأصبح شخصيا شريكا واضح في الاستيطان والاحتلال، والاستيطان هو صورة للإرهاب، والواقع الحالي أن القوة تفرض وقائع لن تستمر طويلا، فهي لن تبقى إلى الأبد
ويتابع: فهو يشجع إسرائيل على اعتبار القدس عاصمة إسرائيل، وعلى احتلال الضفة، وهو كان واضحا منذ البداية، وأعطى فرصة لإسرائيل بأن تكرس احتلالها على أراضي فلسطين كاملة بما فيها الضفة الغربية.
أما الخبير الروسي أندريه تشوبريغين فيرى: بالإضافة إلى فيروس كورونا هناك أزمة النفط التي يعاني منها العالم، وفي مرحلة ما عندما يستيقظ العالم من هذه الجائحة والأزمات المتتالية، سيتذكر صفقة القرن ويتبين فجأة أن نتنياهو قد نفذها بالفعل.
ويضيف: "هو كان سيسعى للقيام بذلك دون الحاجة إلى جائحة كورونا أو أزمة النفط الحالية، لكنها جاءت إليه على طبق من ذهب، وهو ببساطة اغتنم الفرصة".
صمت دولي الردود المنتظرة
وحول ردة الفعل الدولية حول استغلال إسرائيل لهذا الظرف، يقول العريدي: المجتمع الدولي حاليا مشغول بمكافحة كورونا، وهي قضية وكارثة عالمية، ولكن فيروس كورونا لن يستمر، وأيضا كذلك الاستيلاء على الأراضي لن يستمر إطلاقا، والشعب الفلسطيني سيكون قادرا على تحرير الأراضي الفلسطينية.
وعن الرد الفلطسني يعتقد السفير السابق بأنه قائم دائما، وهو الصمود على أرضه، ورفض كل هذه الإجراءات والتصرفات الإسرائيلية، وبأن الشعب الفلسطيني سيتمكن يوما ما من استعادة حقوقه وإقامة دولته على كامل الأراضي الفلسطينية.
وعن الرد العربي يقول: ونحن لا نحب الحديث عن الرد العربي ولكن من الواضح تماما أن كل الشعوب العربية تقف ضد التصرفات الإسرائيلية، ولا يمكن في يوم من الأيام لأي رئيس أو سلطة عربية أن تكسب أي شرعية إلا من خلال مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والسيطرة الإسرائيلية على الأراضي العربية.
ويختم أندريه تشوبريغين حديثه: في ضوء الانتشار الحالي لفيروس كورونا والذي يقلق الجميع، فإن المجتمع الدولي ببساطة لا يلتفت لخطط نتنياهو لضم غور الأردن، ونتنياهو يعرف هذا الأمر، لذلك أعتقد أن حتى رسالة الأمين العام لجامعة الدول العربية لن تلعب دورا الآن، ولا أعتقد أن يكون هناك أي رد فعل.