وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لها الأربعاء: "رغم أن المعروف عن المرض حتى الآن أنه يؤدي إلى إفشال وظائف الرئتين، إلا أن الأطباء الذين يبحثون تطورات المرض وأعراض الإصابة به حول العالم، توصلوا إلى أن له آثارا ضارة على العديد من أعضاء الجسم الأخرى، أبرزها القلب والكلى والكبد".
ولفتت الصحيفة إلى أن الأطباء يرون أن عملية تطور المرض الناتج عن الفيروس وطرق علاجه معقدة، خاصة في الحالات الحرجة، وهو ما يجعل عملية التعافي منه في غاية الصعوبة.
ويقول الأطباء والباحثون إنه لا يمكن أن يتم نسب ما يتعرض له مريض كورونا من مضاعفات خلال العلاج، بأنه نتيجة لـ"متلازمة سيتوكين".
وتوصف الآثار الضارة لبعض الأدوية، التي تظهر على المريض بـ"متلازمة إفراز السيتوكين"، وهي حالة مرضية لها علاقة باضطرابات المناعة والأمراض المعدية، التي تصيب الإنسان.
ويقول آلان كليجر، المتخصص في أمراض الكلى بـ"جامعة يل" الأمريكية: "غالبية المصابين الذين يتم علاجهم من كورونا، يوجد في دمائهم وفي البول، قدر من البروتين، وهو ما يعني أنه يتعرضون لآثار ضارة على الكلى".
Coronavirus destroys lungs. But doctors are finding its damage in kidneys, hearts and elsewhere. https://t.co/rmR7EWIbC5
— The Washington Post (@washingtonpost) April 15, 2020
وأضاف: "أظهرت بيانات المصابين الذين خضعوا لعلاج مكثف للتعافي من كورونا، في نيويورك، وفي ووهان الصينية، أن 14 من كل 30 منهم، أصبحوا يعانون من فشل في وظائف الكبد ويحتاجون غسيل كلوي".
وقال إن ما حدث في نيويورك جعل الكثير من وحدات العناية المركزة تطلب دعم من متخصصين في مجال الغسيل الكلوي لعلاج هؤلاء المرضى، وهو ما يمكن أن يكون مؤشرا لاحتمال استهداف الفيروس لخلايا الكلى خلال إصابته للمريض.
التهاب عضلة القلب
كشف الأطباء في الصين ونيويورك، أن بعض الحالات من مصابي كورونا، التي كانوا يتابعونها أصبحت تعاني من نبضات غير منتظمة للقلب، مشيرين إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى سكتة قلبية.
ويقول ميتشيل إلكيند، طبيب الأعصاب بجامعة كولومبيا الأمريكية: "لاحظنا تطور مشاكل في القلب لدى بعض المرضى، لا علاقة لها بمشاكل التنفس ولا بأمراض الرئة"، مضيفا: "عندما قمنا بمراجعة المرضى ذوي الحالات الخطرة في الصين، وجدنا أن حوالي 40 في المئة منهم، أصبحوا يعانون من اضطرابات في عمل القلب، وهو ما يعني إمكانية أن يكون الفيروس قادر على استهداف القلب مباشرة".
ولفتت الصحيفة إلى قول الأطباء: "بينما أصبح معروفا أن الفيروس يهاجم خلايا الرئة ويدمرها، فإن هناك شكوك بأنه قادر على فعل ذات الشيء مع خلايا أعضاء أخرى من جسم الإنسان".
فقدان حواس الشم والتذوق
تقول كلير هوبكنز، رئيسة جمعية علم الأنف البريطانية: "بتتبع حالات المرضى في إيطاليا وأماكن أخرى، توصل الأطباء إلى أن بعض المرضى فقدوا حاسة الشم قبل ظهور علامات المرض، مشيرة إلى أن هناك احتمال أن يكون الفيروس قادر على استهداف النهايات العصبية الخاصة بالشم، بينما تشير الإحصائيات إلى أن آخرون فقدوا حاستي الشم والتذوق، وهو ما يمكن أن يكون تحذير مبكر لاحتمال الإصابة بالفيروس المعدي.
ولفتت الصحيفة إلى إمكانية أن يكون احمرار العين من مؤشرات الإصابة بالمرض المعدي، وهو شيء تدعمه دراسة تقول إن 38 شخصا تم إدخالهم إلى مستشفى بمقاطعة هوبي في الصين، كان عدد منهم مصابا بالتهاب العين.
وبحسب الصحيفة فإن يجري دراسة تأثير الفيروس على الجهاز الهضمي، لوجود أعراض تشمل الإسهال والقيء وأعراض أخرى لها علاقة بالأمراض المعدية تم اكتشافها في عدد من المصابين بالفيروس.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك حملة للتوعية بمخاطر الإصابة بأمراض أخرى يسببها فيروس كورنا المستجد، مشيرة إلى أنه يتم تناول أخبارها للتوعية في هاشتاغ يحمل اسم "#NotJustCough"، الذي يهدف إلى التوعية بأن أعراض كورونا وأضراره لا تقتصر فقط على الكحة، حيث تشير الدراسات إلى أن المرضى الذين يعانون من أعراض الجهاز الهضمي سوف يصابون أيضا بالسعال.
ولفتت الصحيفة إلى تقارير تقول إن الفيروس يمكن أن يهاجم الكبد، بناء على تحليلات الأطباء و استدلالاتهم على حالات مرضية في نيويورك، إضافة إلى وجود حالات تعرضت لأعراض تجلط الدم وانسداد رئوي، نتيجة الإصابة بكورونا.
الصحة العالمية: فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض "كوفيد - 19" يمثل أسوأ أزمة صحية عرفها العالم.
واتخذت العديد من دول العالم إجراءات استثنائية، تنوعت من حظر الطيران إلى إعلان منع التجول وعزل مناطق بكاملها، وحتى إغلاق دور العبادة، لمنع تفشي الفيروس المسبب لمرض "كوفيد - 19".
وتجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى وباء عالمي (جائحة) مليوني مصاب، بينهم أكثر من 137 ألف حالة وفاة، بينما تعافى أكثر من 518 ألف شخص.
وكانت بداية ظهور الفيروس في الصين، في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، التي أصبحت تحتل المركز السادس عالميا بنحو 82 ألف إصابة.
وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الأول عالميا بعدما تجاوز عدد المصابين فيها 644 ألف مصاب وأكثر من 28 ألف حالة وفاة.