وقال في بيان رسمي: "ظهرت على بعض الفضائيات العربية خلال شهر رمضان بعض المسلسلات التي تسيء إلى الرواية القومية العربية عن الصراع في وجه سرقة فلسطين وتُحرف التاريخ وتسند الرواية المضادة وتؤكد شرعيتها، وهو ما يشكل تساوقا وانجرافا وراء مقاصد سلطات الاحتلال وتطبيعاً معها ومع روايتها، بل إنها تصب في سياق ضرب الرواية العربية والإسلامية والمسيحية عن فلسطين وتزور الحقائق".
وأضاف أن
"الكثير من المغالطات التاريخية والسياسية تصل حد المساس بجوهر الرواية القومية العربية عن هذا الصراع الذي شكل ومازال جوهر دفاع الأمة عن ذاتها ووجودها في وجه أخطر مشروع كولينيالي اغتصابي في التاريخ الحديث".
وشدد على أن "هذه المغالطات ليس فقط تضرب حصانة المشروع القومي وتفتح ثغرات في الرواية، وتدخل في خانة التشكيك بحيث تُستغل من الطرف الآخر"، وطالب في هذا الصدد بوقف مثل "هذه الانتهاكات للرواية الفلسطينية والعربية فيما يتعلق بالصراع ضد الاستعمار الصهيوني".
ويرى أبو سيف، أن "تقديم الرواية المضادة والتجريح في الرواية القومية يعد خدمة للعدو وتسويقاً لافتراءاته وأكاذيبه وهو ما لا يقبله أي عربي حر".
وتابع أن "انسياق شركات الإنتاج وتهافتها وراء تشويه الحقيقة طمعا ببعض الرضا والتصفيق ولفت الانتباه لا يشكل بأي حال نموذجا للروح العربية الحرة، ولا لمواقف الشعب العربي في دولنا العربية، ولا المواقف الرسمية لتلك الدول التي نعتز بوقوفها معنا ودعمها لنضال شعبنا وما قدمته لنا وما قدمناه لها، بيد أن مثل هذا الانزلاق لتطبيع الرواية المضادة وتوطينها في الوعي الشعبي العربي وتجسير العلاقات مع من مازال يسرق فلسطين ودول الجوار لهو هدايا مجانية وطعنة لتضحيات الشعب العربي وجيوشه الباسلة التي قاتلت وقدمت شهدائها من أجل كرامة الأمة العربية".
وأردف أن
"محاولة الإيقاع بين الشعب الفلسطيني والدول العربية الشقيقة، كما ورد في بعض تلك المسلسلات، والدعوة إلى تعميق العلاقة مع دولة الاحتلال هو انتهاك صارخ لهذه الكرامة، فالقضية ليست "بزنس" إنها أرض عاش عليها الشعب العربي منذ الجد الكنعاني الأول وولد عليها يسوع المحبة والسلام وأسرى منها سيد الخلق إلى السماء وفتحها صلاح الدين حتى سرقها الاحتلال وابتلعها".
وقال الوزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، إن "الجبهة الثقافية يجب أن تكون الأمتن في مواجهة الرواية المضادة لا أن يكون الفن للأسف الخاصرة الرخوة التي يتم تمرير هذه الرواية منه، المثقف آخر من يترك المعركة لأنه حارس الرواية وحامل مشعل الحقيقة، وإن انزلاق البعض لهو خيبة لهم".
وأهاب بالمثقفين والفنانين العرب الذين كان لهم دور تاريخي ومازال في تمكين الخطاب القومي الثقافي الرافض لكل أشكال التطبيع للوقوف أمام هذا الانزلاق الذي يشوه صورة الثقافة العربية ويخدم الثقافات المضادة.
يشار إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أصدرت بيانا أمس الاثنين، تهاجم فيه المسلسل الكويت "أم هارون" والمسلسل السعودي "مخرج 7" من بطولة الفنان ناصر القصبي، واللذان بدأ عرضهما مع اول أيام شهر رمضان.
وتضمنت الحلقة الثالثة من مسلسل "مخرج 7" التي عرضت الأحد، مشهدا أثار ضجة لدى رواد التواصل الاجتماعي، إذ خاض بكل جرأة، في موقف بعض الفلسطينيين من الدول العربية، ما رأى فيه متابعون موضوعية تعكس الواقع، بينما تناول قسم آخر من المتابعين المشهد من زاوية مختلفة.
ورد راشد الشمراني قائلا: "العدو هو الذي لا يقدر وقفتك معاه، ويسبّك ليل نهار أكثر من الإسرائيليين"، فقال ناصر القصبي: "ويش تقصد؟"، ليرد الشمراني: "كل تضحياتنا لأجل فلسطين، دخلنا حروب لأجل فلسطين، قطعنا النفط لأجل فلسطين، وعندما أصبح عندهم سلطة ندفع تكاليفهم ورواتبهم وإحنا أحق بالفلوس، وما يصدقون أن يلاقوا فرصة حتى يهاجمون السعودية".
ورد ناصر القصبي فقال: "أصابع يدك ليست متشابهة، فمثلما يوجد فلسطينيون تهجروا عام 1948 وتعرضوا للمذابح في المقابل هناك من باع أرضه لليهود".
وأردف ناصر القصبي قائلا: "مثلما واجه فلسطينيون في الانتفاضة الأخيرة اليهود بصدروهم العارية أمام الدبابات، هناك فلسطينيون يموّلون الجدار العازل، لذلك هم بشر مثلهم مثل غيرهم، فيهم الطيب وفيهم الرديء، وفيهم ناكر الجميل وفيهم الوفي، وفيهم المخدوع والواعي، لكن إسرائيل هي التي تغذي العداوة بين الفلسطينيين وباقي العرب".
ورد الشمراني قائلا: "ظنك نوقف معهم (أي الفلسطينيين)، وهو لاعنين أبو خامسنا"، ليرد القصبي قائلا: "نحن نقف مع الحق والمبدأ والضمائر وأنت مرت عليك مسألة الضمير وتعرفها".
وقوبل المسلسل الكويتي "أم هارون" من بطولة حياة الفهد بعاصفة من الانتقادات الحادة، قبل عرضه مع أول أيام شهر رمضان 2020، وذلك لأن فكرته الرئيسية تدور حول تعايش الأديان بين اليهود والمسلمين والمسيحيين في الدول العربية.
ويتناول المسلسل قصة سيدة يهودية عاشت في منطقة الخليج خلال أربعينيات القرن الماضي، وكان المسلسل يحمل في البداية اسم "أم شاؤول".
وقال القيادي في حركة "حماس"، باسم نعيم، رئيس حملة المقاطعة الفلسطينية، إن مسلسل "أم هارون" ليس فنا تطبيعيا، "بل هو جريمة تاريخية، وغسيل أفكار وقيم يحاول الإسرائيليون تمريرها منذ عقود".
وكتب نعيم في تغريدة له، أن أخطر ما في مسلسل "أم هارون"، هو "تمرير الموقف الصهيوني من حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين"، حيث أنه حسب صفقة القرن فإن اليهود الذين عاشوا في البلاد العربية تم اضطهادهم وتهجيرهم بالقوة إلى الدولة الجديدة، إسرائيل، وبالتالي من حقهم التعويض على معاناتهم وممتلكاتهم".
ومسلسل "أم هارون" من إخراج محمد العدل، ويشارك في بطولته محمد العيدروسي وأحمد الجسمي وفخرية خميس وعبد المحسن النمر وفاطمة الصفي وفؤاد علي ومحمد العلوي وروان مهدي وآلاء الهندي ونواف نجم وفرح الصراف وإلهام علي وآلاء شاكر وماجد الجسمي وأمل محمد.