وقالت وسائل إعلام بريطانية، إن "لقاح أكسفورد" الذي علق عليه العالم آمالا كبيرة، بعدما دعمته الحكومة البريطانية بما يقارب 100 مليون دولار، أثبت فشل ذريعا.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل"، أن آخر تجارب اللقاح على قرود الريسوس، أصيبت جميع القرود الستة التي تم إعطائها اللقاح بفيروس كورونا.
وكشف الدكتور ويليام هاسيلتين، الأستاذ السابق في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن القرود التي تلقت اللقاح لديها نفس كمية الفيروس في أنوفها، مثل القرود الثلاثة غير المحصنة في التجربة.
وأضاف هاسيلتين أن هذا يشير إلى أن العلاج، الذي كان ينتظر أن ينتج 100 مليون جرعة بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، قد لا يوقف انتشار وباء كوفيد 19.
كانت تقارير أولية أشارت الأسبوع الماضي إلى، أن اللقاح قدم مناعة "ضد" الفيروس ، وأوقفه من التعمق في الرئتين، وأن يصبح مميتا.
Doubts raised over Oxford coronavirus vaccine after ALL of the monkeys that took part in the trial are found to have contracted the diseasehttps://t.co/LwRflPz7FZ pic.twitter.com/w26HYeLOIK
— Madness Hub (@uniquescoop) May 19, 2020
وبدأت تجارب اللقاح المعروف رسميا باسم "شادوكش وان كوفيد 19" في 24 أبريل/نيسان المنصرم، لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يحمي الأشخاص الأصحاء بشكل فعال من فيروس كورونا.
انتكاسة طبية
وتعد تلك أحدث انتكاسة طبية للأمال المعلقة عل الشفاء من الفيروس القاتل، وفي هذا الصدد حذر أستاذ في إمبريال كوليدج لندن، حيث يدرس الباحثون أيضا لقاحا محتملا، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، من أنه من غير المرجح أن يكون لقاح فعال جاهزا هذا العام.
وقال،
"إن الناس لا ينبغي أن يكون لديهم "توقعات خاطئة" بأن يكون العلاج جاهزا قريبا على الرغم من أن الحكومة البريطانية كشفت أنهم يأملون في الحصول على 30 مليون جرعة لقاح للمملكة المتحدة بحلول سبتمبر".
وفي معرض حديثه عن لقاح أكسفورد، قال الدكتور هاسيلتين على مجلة فوربس: "أصبحت جميع القرود الملقحة التي عولجت بلقاح أكسفورد مصابة عندما تم تم علاجها بلقاح أكسفورد. لم يكن هناك فرق في كمية الحمض النووي الريبي الفيروسية التي تم اكتشافها من (إفرازات الأنف)، في القرود الملقحة بالمقارنة مع الحيوانات غير الملقحة. وهذا يعني أن جميع الحيوانات الملقحة كانت مصابة".
اللقاح يثير القلق
وحذر أستاذ البيولوجيا الجزيئية في جامعة نوتنغهام، جون بول، "من أن كمية جينوم الفيروس المكتشفة في أنوف القرود الملقحة وغير الملقحة هي نفسها وهذا أمر يثير القلق".
وأضافت، "إذا تم الحصول على نتائج مماثلة في البشر، فمن المرجح أن يوفر اللقاح حماية جزئية ضد المرض في المتلقي، ولكن من غير المحتمل أن يقلل من انتقال العدوى في المجتمع الأوسع".
تم الكشف عن قيود اللقاح عندما تم نشر نتائج التجربة الكاملة الأسبوع الماضي. كما أظهرت ثلاثة من القرود الستة التي تم تلقيحها معدل تنفس بسرعة أكبر من المعتاد بعد إصابتها، مما يجعلها مريضة سريريا. وقد شوهد هذا أيضا في اثنين من القرود التي لم تحصل على اللقاح.
وأضاف الدكتور هاسيلتيني، "من الواضح وضوح الشمس أن اللقاح لم يوفر مناعة قوية ضد الفيروس، وهو المعيار الذهبي لأي لقاح".
إشادة ليست في محلها
دخل اللقاح أول تجربة سريرية بشرية الشهر الماضي. اختبر الباحثون ما يصل إلى 1102 مشاركا عبر مختبرات متعددة في أكسفورد وساوثهامبتون ولندن وبريستول، وتم اختيار المتطوعين بشكل عشوائي، وأعطوا إما جرعة حقيقية من اللقاح التجريبي أو لقاح التهاب السحايا.
وستتلقى مجموعة أصغر من 10 متطوعين جرعتين من اللقاح المرشح بفارق 4 أسابيع، علما أن أعمار المتطوعين تتراوح بين 18 و55 عاما، ويجب ألا يكون لديهم إصابة بفيروس كورونا.
وأعلنت الحكومة عن استثمار إضافي بقيمة 65.5 مليون جنيه إسترليني في تجارب لقاح أكسفورد يوم الاثنني.
وقال وزير الأعمال البريطاني، ألوك شارما، إن الحكومة تأمل في أن تكون في وضع يمكنها من بدء تنفيذ برنامج تطعيم جماعي في خريف هذا العام.
وأشاد السيد شارما بلقاح أكسفورد وقال: "إن السرعة التي صممت بها جامعة أكسفورد ونظمت هذه التجارب المعقدة لم يسبق لها مثيل حقا".