مطالبات البعثة الأممية في ليبيا ووزير الخارجية مايك بومبيو جاءت في إطار المطالبة بوقف العمليات العسكرية والعودة للحل السياسي، كما أبدى بومبيو في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة طرابلس فايز السراج، معارضة الولايات المتحدة لاستمرار دخول الأسلحة والذخائر إلى ليبيا.
ما تردد خلال الساعات الماضية أن قوات الوفاق استجابت للضغوط الدولية وتراجعت من محيط ترهونة، إلا أن مصطفى المجعي المتحدث باسم قوات بركان الغضب، أكد لـ"سبوتنيك"، أن قوات بركان الغضب لم تنسحب من محيط "ترهونة"، وأنها تعزز من صفوف قواتها الموجودة هناك.
وتابع: "تم بسط السيطرة بالكامل على معسكر اليرموك، وهو أهم معسكر فى محاور جنوب طرابلس، كانت تتخذه مليشيات حفتر مقرا لها فى عدوانها على العاصمة".
فيما أكد محمد معزب عضو الأعلى للدولة، عدم تراجع قوات الوفاق من محيط مدينة "ترهونة"، وأنها محاصرة في الوقت الراهن، فيما يستمر القتال على المحاور جنوب طرابلس.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الاشتباكات لم تتوقف حتى صباح السبت 23 ابريل/نيسان، وأن قوات الوفاق استعادت الكثير من المواقع من قوات حفتر.
في المقابل قال النائب محمد العباني عضو البرلمان الليبي، إن العصابات الإجرامية لا تتورع في ارتكاب جرائم التنكيل في المدن والقرى الذي يدخلوها، ومن ذلك قتل المدنيين وخطفهم وتدمير ممتلكاتهم وحرق بيوتهم ونهب وسرقة محتوياتها، بل لحق الدمار بالمزروعات والأشجار والمعدات الزراعية ووسائل الري، إلى هدم آبار المياه وردمها، كما حدث في ورشفانة على يد عصابات فجر ليبيا الإجرامية سنة 2014.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، قائلا: "العصابات هم هم أنفسهم، والأساليب أكثر تنكيلا وإيلاما بالمدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الانفلات الأمني، وسطوة المليشيات بقيادة المجلس الرئاسي المنبثق عن اتفاق الصخيرات غير المشرعن محليا، والمدعم بقرار مجلس الأمن رقم 2259".
ويبلغ عدد سكان المدينة أكثر من مليون نسمة حسب تأكيد العديد من المصادر، وتضم 63 قبيلة منها "أولاد علي، الفرجان، المهادي، الغرارات، الدوائم، الهماملة، أولاد حمد، العوامر، الحواتم، المارغنة، وأولاد معرف، البركات، والعبانات، والمزاوغة، والدراهيب، والحمادات"، ويمثلون الانتشار الأوسع في أنحاء ليبيا، وكذلك داخل العاصمة طرابلس.
للمدينة خصوصية عسكرية كبيرة إلى جانب الخصوصية الجغرافية، حيث أنها معقل اللواء التاسع مشاة أحد أذرع الجيش الوطني الليبي والذي أعلن مساندته لللعملية التي انطلقت قبل عام نحو طرابلس، ولديه جولات سابقة خاضها داخل العاصمة طرابلس في 2018، عناصر صلاح بادي بالعاصمة.
وشكلت المدينة قوات مساندة بحسب مصادر محلية تشكل نحو 6 آلاف مقاتل متطوع، فيما يعد رئيس مجلس الأعيان الليبي الشيخ صلاح فاندي أحد أهم قيادات القبائل بالمنطقة الغربية، وتلتف حوله معظم القبائل، التي تحول دون سقوط المدينة كما حدث في غريان وبعض المناطق الأخرى.
كما تتصل المدينة بشكل مباشر بأحياء جنوبي العاصمة، وتحديدا منطقة قصر بن غشير، التي تمرّ من خلالها إمدادات الجيش إلى أحياء عين زاره ومحيط طرابلس القديم في محور الرملة، وهو ما يعني أن المدينة هي الفاصلة في المشهد الدائر في الغرب الليبي.