قال الدكتور سعد بن عمر، رئيس مركز "القرن" في الرياض، إن اليمن يعاني من مشاكل تنموية كبيرة من قبل فترة الربيع العربي، ومنذ العام 2011 ازداد الأمر سوءا وتعطلت التنمية وغادرت البلاد الكثير من الشركات والمصالح التي كانت تساعد البلاد اقتصاديا.
وأضاف رئيس مركز "القرن" لـ"سبوتنيك": "طوال تلك الفترة أثرت تلك العوامل على اقتصاد اليمن وتسببت في تأخره سواء على مستوى الصحة العامة أو التنمية، لذلك فإن المملكة العربية السعودية كدولة إقليمية وجاره معنية بكل الأمور التي يمكن أن تؤثر على الشعب اليمني، دعت إلى هذا المؤتمر للمانحين، وساندت أيضا مؤتمر المانحين الذي عقد في لندن في وقت سابق".
وتابع: "ترى المملكة العربية السعودية أن اليمن الشقيق يمثل مسؤولية كبرى على كل الدول العربية، وعلى العالم أن يساعد اليمن في مسألة الصحة العامة والتغلب على جائحة كورونا، واستعادة الأمن والاستقرار الذي هو أساس التنمية"، مضيفا: "لذلك ليس غريبا أن تدشن المملكة منصة إلكترونية على شبكة الإنترنت مؤخرا توضح فيها حجم مساعداتها لليمن من أموال الشعب السعودي، التي تجهلها كثير من الدول ووسائل الإعلام.
وأضاف: "أما باقي الشعب اليمني فهو يعيش معاناة يومية من انقطاع الماء والكهرباء وتفشي الأوبئة والأمراض سواء في الجنوب أو على ساحل البحر الأحمر وحتى داخل صنعاء، ولذلك فإن المملكة تنظر لليمن كمدينة واحدة وموقع واحد وليس لديها تمييز بين منطقة وأخرى وتتطلع إلى استقرار اليمن وإعادة الحكم إلى الشرعية".
يقول الدكتور محمد عبد الهادي، رئيس اللجنة السياسية في مجلس الحراك الثوري الجنوبي، إن "مؤتمر المانحين الذي عقد اليوم في المملكة العربية السعودية من أجل اليمن، كان مقررا أن يأتي في وقت مبكر، حيث أن الحرب دخلت عامها السادس، والبنية التحتية للشمال والجنوب على السواء تكاد تكون مدمرة".
وأضاف رئيس اللجنة السياسية لـ"سبوتنيك": "مؤتمر المانحين لليمن شمالا وجنوبا يهدف أولا إلى إعادة الدعم لتأهيل البنية التحتية من كهرباء وماء وصحة وتعليم وصرف صحي وغيرها من الخدمات التي تتطلبها الحياة اليومية، وإصلاح ما دمرته الحرب من منشآت ومباني وبقية المرافق الأخرى".
وتابع عبد الهادي: "أعتقد أن تلك المبادرة الجادة من جانب المملكة العربية السعودية تأتي استجابة للالتزامات الإقليمية والدولية تجاه اليمن من ناحية، وأيضا كمساعدة من جانب الأشقاء في المملكة ومجلس التعاون الخليجي من أجل إعادة تأهيل اليمن في طريق إيقاف الحرب وإعادة السلام والاستقرار وإيجاد تسوية سياسية عادلة لكل القضايا بما فيها القضية الجنوبية".
وأعلن المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال، عبد الله الربيعة، اليوم الثلاثاء، التزام السعودية المالي نحو اليمن، بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أمريكي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020، ودعم خطة مواجهة فيروس كورونا المستجد، مضيفا: "يخصص منها 300 مليون دولار من خلال وكالات ومنظمات الأمم المتحدة وفق آليّات مركز الملك سلمان للإغاثة".
وأضاف المستشار السعودي خلال مؤتمر المانحين لليمن، الذي تنظمه المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة، أن بقية المنحة البالغة 200 مليون دولار تنفذ من خلال المركز بالتنسيق مع المنظمات الوطنية والمحلية والدولية.
كما أكد الربيعة أن "المملكة دأبت على ترسيخ مبادئ السلم والتعاون بين شعوب ودول العالم، وتقديم الدعم والمساعدات بكل حيادية للاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الأزمات، مشيرا إلى اعتماد المرحلة الثالثة من مشروع "مسام" لتطهير اليمن من الألغام بمبلغ 30 مليون دولار، لتصل تكلفة المراحل الثلاث للمشروع إلى 100 مليون دولار".
وأشار إلى أنه "بالرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، إلا أن اليمن لا يزال يعاني الكثير بسبب تعنت تلك المليشيات، وعدم استجابتها لقرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".
وأعلنت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، تقديم مساعدات إنسانية لليمن بقيمة 160 مليون جنيه استرليني (201 مليون دولار).
واستضافت السعودية مؤتمرا افتراضيا للأمم المتحدة للمساعدة لجمع نحو 2.4 مليار دولار لمواجهة النقص في تمويل عمليات الإغاثة في اليمن.