الخبير السوري عبر في تصريح لـ"سبوتنيك" عن اعتقاده بأن هناك قرارا تم اتخاذه لاستئصال البؤرة الأخيرة للإرهابيين في سوريا ضمن جيب إدلب، ملمحا إلى أن العملية العسكرية بدأت إرهاصاتها بالظهور بعد قيام سلاح الجو السوري بدك مواقع تحشد المجموعات الإرهابية التي تنطلق منها للاعتداء على طريق (M4) ومحيطه، مستهدفة مواقع عسكرية ومنشآت حيوية مثل الجسور والأنفاق الطرقية وغيرها...
وعبر العميد السوري المتقاعد عن اعتقاده بأن قرار استئصال البؤرة الأخيرة للإرهابيين في سوريا ضمن جيب إدلب "تم اتخاذه"، معتبرا بأنه من المنطقي استخدام (ميغ 29) لتغطية الطائرات الحربية السورية الأخرى لدى ممارسة نشاطها باستهداف المواقع المعادية على خطوط الاشتباك وأرتال الإمداد الممتدة إليها إلى جانب مقار القيادة والسيطرة.
وأشار الخبير السوري إلى جهوزية (ميغ 29) التامة لمواجهة أية تطورات محتملة من قبل تركيا فيما لو فكرت بزج قواتها إلى جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة في مواجهة الجيش السوري، وأيضا التصدي لسلاحها الجوي والصاروخي في حال استخدامه.
وقال العميد مقصود أن قيام روسيا بتزويد سوريا بطائرات (ميغ 29) المطورة يأتي في سياق الرد الروسي على كل المحاولات التي جرت مؤخرا للتصويب على العلاقات الاستراتيجية السورية الروسية، مؤكدا أن الطائرات المطورة التي وصلت إلى الجيش السوري تأتي بعد فترة وجيزة من قيام روسيا الاتحادية بتزويده بدبابات وراجمات صاروخية متطورة، مشيرا إلى أن هذا التسليح النوعي هو بمثابة رد على المماطلة والتسويف من قبل تركيا في تنفيذ تعهداتها المتعلقة بإدلب، وأيضا على التجاوزات الإسرائيلية للتفاهمات القائمة بين روسيا الاتحادية والكيان، وخصوصا بعد العدوان على مركز البحوث العلمية في السفيرة بريف حلب، الذي تم عبر استخدام الأجواء التركية.
وأوضح الخبير العسكري السوري أن هذه التطورات، دفعت روسيا إلى الرد على أية تجاوزات أو انفعالات قد تراود هذه الأطراف لمساندة التنظيمات الإرهابية إبان تقدم الجيش السوري في ريف إدلب، وهي لذلك قامت بتعزيز القدرة القتالية للجيش العربي السوري وخاصة في مجال الدفاع الجوي نظرا لكون (ميغ 29) طائرة مطورة ويمكن أن نضمها إلى منظومة الدفاع الجوي في التصدي للهجمات الجوية والصاروخية المعادية.
وأشار العميد مقصود إلى أن (ميغ 29) طائرة مقاتلة تتفوق على (إف 16)، وهي تستخدم حاليا وستستخدم في رد الاعتداءات من خارج الأجواء السورية، منوها بأن القيام بمهام تدريبية على هذه الطائرة من قبل الطيارين السوريين يعني بأنهم باتوا على الدراية المناسبة بهذا الطراز المتطور سواء على صعيد التسليح الصاورخي أو الرادارات المتطورة المزودة بها، بالإضافة إلى تقنيات السرعة الاستثنائية لهذه الطائرة التي تتفوق على (إف 16) بنحو (1.6) من حيث السرعة والقدرة على المناورة.
واعتبر الخبير العسكري السوري أن صواريخ (جو/ جو) التي يبلغ مداها 120كم في (ميغ 29) تعني بأنها قادرة على التعامل مع كل الأهداف المعادية سواء كانت تركية أو إسرائيلية أو حتى أمريكية، وعدم السماح لها بالوصول إلى الأهداف الأرضية والمنشات الحيوية داخل الأراضي السورية، وذلك من خلال نصب كمائن وأفخاخ تصطاد من خلالها طائرات العدوان من أي جهة كانت.