ورغم التحذيرات الدولية شديدة اللهجة، وعلى رأسها تهديد الأردن بالتحرك ضد تل أبيب، تصر إسرائيل على تنفيذ مخطط ضم الأراضي في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار، وكذلك بناء مستوطنة تحمل اسم ترامب في منطقة الجولان السورية.
التحركات الإسرائيلية الأخيرة التي أغضبت العديد من البلدان العربية والأوروبية، دفعت البعض للتساؤل بشأن إمكانية أن تشعل النار في منطقة الشرق الأوسط، وما خيارات الرد العربية على هذه التحركات.
مخططات الضم وتحرك عربي
اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن خطة الضم الإسرائيلية التي أعلنت حكومة تل أبيب المضي قدما فيها، سوف تقضي على أي احتمال للسلام في المنطقة، بجانب أنها تعني تدمير السلطة الفلسطينية وستكون نهاية لأي حل تفاوضي وبمثابة "فصل عنصري".
وأضاف العضايلة، خلال مؤتمر صحفي عقد في رئاسة الوزراء، أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أجرى عدة اتصالات مع قادة العالم، وكذلك وزير الخارجية أيمن الصفدي، مع نظرائه من العرب وفي دول الاتحاد الأوروبي.
وشدد العضايلة على أن تل أبيب لن تهدأ حال تنفيذها قرار الضم لأراض فلسطينية،
وتابع قائلا: "أكدنا أن السلام العادل والشامل هو الذي تحميه الشعوب وتحافظ عليه الأجيال القادمة، وبغير ذلك فإن هذه المنطقة لن تهدأ، ولن تستقر إسرائيل أو غيرها إذا لم تعد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق".
وأكد وزير الدولة لشؤون الاعلام "مواصلة جهود الأردن في التحذير من قرار الاحتلال ضم مناطق فلسطينية جديدة".
أوراق أردنية
جواد الحمد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن قال "إن الأردن دولة محورية وحليف استراتيجي مهم للولايات المتحدة، ويمكن أن يبدي احتجاجه الشديد لحليفه، ويمكن له أن يضغط بتجميد معاهدة السلام".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الأردن يملك الكثير من الأوراق التي تمكنه من الضغط على إسرائيل وتتيح له الحرية للمعارضة لتقود القوى الشعبية ضد إسرائيل، وتصعد العداء لها في المنطق ويمكن للأردن أيضا سحب سفيره وطرد السفير الإسرائيلي، ما يعني تحميل إسرائيل مسؤولية انتهاء مسألة السلام ما يفتح الأفق لمسارات أخرى".
وأكد أن عمان "يمكنها النجاح في جمع القوى الفلسطينية لتشكيل جبهة مقاومة مدنية وشعبية وغيرها ضد إسرائيل، بالإضافة إلى كشف ظهر السائرين في محاولات التطبيع في حال أعلن تراجعه عن السلام مع إسرئيل".
وأشار أن "هذه الخطوات ستؤثر بإجراءاتها المختلفة التي ذكرنا لها أمثلة فقط هلى الوضع الاستراتيجي والأمني والدولي لإسرائيل".
وأنهى حديثه قائلًا: "الأردن من الدول الخبيرة في تحريك المجتمع الدولي فإن اتخذت هذا المسار سوف تتسبب لإسرائيل بمعاناة كبيرة مع المجتمع الدولي بوصفها دولة احتلال عاصية للقانون الدولي وتدمر عملية السلام وتعاند الإرادة الدولية للسلام في المنطقة".
إسرائيل وسوريا وهضبة ترامب
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ظهر الأحد، سنتخذ خطوة جديدة في هضبة "ترامب" بالجولان السوري المحتل.
ونشر نتنياهو تغريدة جديدة له عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، ظهر اليوم، الأحد، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، أوضح من خلالها أن بلاده ستتخذ خطوات عملية من أجل إقامة هضبة "ترامب" في هضبة الجولان حيث أعترف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية عليها.
يشار إلى أن نتنياهو، قد افتتح في السادس عشر من يناير/كانون الثاني 2019، مستوطنة جديدة في مرتفعات الجولان السوري المحتل، باسم "رمات ترامب" تكريما للرئيس الأمريكي.
مستوطنة ترامب
وفي سوريا، يقول غسان يوسف، المحلل السياسي السوري، إن "قرار إسرائيل القاضي ببناء مستوطنة ترامب في الجولان السوري المحتل، ليس الأول من نوعه، المستوطنات موجودة، لكن الجديد تضمين اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "ترامب وقع على أن الجولان السوري جزء من إسرائيل، وهذا يؤكد أن نتنياهو يكرم ترامب على هذا العطاء، رغم علم الجميع أن الأراضي السورية احتلت عام 1967، وكان هناك قرار لمجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، يؤكد أن الجولان أرض سورية".
وتابع "لذلك أعتقد لن يؤثر كثيرًا بناء هذه المستوطنة، ولكن الخطير هنا أن الولايات المتحدة في عهد ترامب انحازت انحيازا كاملا بجانب المحتل، رغم القرارات الأممية التي تعترف باحتلال إسرائيل للجولان، والتي لم يكن لتخرج إلا بموافقة أمريكا".
وأشار إلى أن "الخطورة في هذا الأمر أن أمريكا التي كانت دائما تحاول تمثيل دور الوسيط بين سوريا وإسرائيل، تنحاز اليوم إلى إسرائيل بشكل كامل".
واستطرد "المستوطنات مصيرها الزوال إما باتفاق سلام يقضي بإعادة الجولان، أو بالمقاومة الشعبية وتحرير الأرض، خاصة في ظل مساعي الاحتلال لتوسيع وجوده في الضفة والجولان، لأنه كيان توسعي عقائدي، يريد أن يقيم دولة ذات عنصرية يهودية بنوايا توسعية".
وأكد أن "هذا لن يستمر في حال أراد أهل سوريا الحفاظ على أرضهم، وكذلك فلسطين فمهما حاولت إسرائيل تهويد الأراضي الفلسطينية وضم الكثير منها، لن ينجحوا في ظل تمسك المواطنين بها".
وسبق أن اعترف ترامب بـ"سيادة إسرائيل" على الجزء الذي احتلته من سوريا خلال حرب عام 1967، ثم ضمّته عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.