فترة بالغة التعقيد
وأضاف رئيس المركزالإفريقي العربي لـ"سبوتنيك"، "الأراضي الإثيوبية فقيرة جدا، أكثر من 60℅ منها تعتبر سلاسل جبلية ومرتفعات هذا بخلاف الغابات والأنهار والوديان، وفي ذات الوقت إثيوبيا تحتاج بشدة إلى دعم سوداني في ملف سد النهضة، لذلك يرى المراقب بعض الغموض وتعمد تخدير الجانب السوداني في تصريحات الإدارة الإثيوبية، خاصة ما ورد على لسان رئيس وزرائها الأسبوع الماضي عندما أكد مشروعية مطالب السودان وعدالة موقفه، كأننا نستمع إلى حديث رئيس وزراء دولة جارة، فإذا كان رئيس وزراء إثيوبيا مؤمن بمشروعية موقف السودان، إذن لماذا لم تقرر سحب قواتك ومليشياتك ومواطنيك من أراضي السودان".
وتابع مصطفى، "في اعتقادي أن الإدارة الإثيوبية الحالية لا تستطيع حسم هذا الملف، لأنه يمثل عمق الاستراتيجية للدولة أي أنه أكبر من صلاحيات رئيس وزرائها".
إطار التهدئة
من جانبه قال وليد علي، ممثل مجموعة القوى المدنية المناهضة لمخاطر سد النهضة الإثيوبي في السودان:
"حتى هذه اللحظة لم تتوفر لدينا معلومات عن تفاصيل الملفات التي تمت مناقشتها خلال زيارة نائب رئيس مجلس السيادة لأثيوبيا ولكن نعتقد أنها في إطار التهدئة بين الدولتين، خاصة بعد الاعتداءات المتكررة للميليشيات شبه النظامية المدعومة من الجيش الإثيوبي على منطقة الفشقة الحدودية، حيث رفعت القوات المسلحة السودانية درجات الاستعداد في الفشقة وأعادت الانتشار بصورة تؤكد جاهزيتها لصد أي عدوان محتمل".
وأضاف ممثل مجموعة القوى المدنية لـ"سبوتنيك": "كذلك تريد إثيوبيا الاستفادة لأقصى درجة من الزيارة لتخفيف التوتر الذي ساد بسبب تعثر المحادثات حول سد النهضة الأخيرة و التي يبدو أنها لم تراوح مكانها".
وقال علي إن "زيارة حميدتي لإثيوبيا في هذا التوقيت تحمل رسالة مفادها أن إثيوبيا تنوي البدء في ملء السد دون الوصول لإتفاق، وقد أعلن وزير الري السوداني أن هذا لن يسمح به دون اتفاق واضح، نظرا لتأثير الملء المباشر على تشغيل خزان الروصيرص، ويبدو أن الموقف السوداني أصبح أكثر صرامة داخل المفاوضات و تصاعدت وتيرة الضغط الداخلي على الحكومة السودانية، التي فيما يبدو أن داخلها أصوات قوية تطالب بتثبيت حقوق السودان الأمنية والقانونية".
وعاد الفريق محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني والوفد المرافق، إلى الخرطوم اليوم السبت، بعد زيارة إلى إثيوبيا استغرقت ثلاثة أيام.
وذكرت ذلك وكالة الأنباء السودانية "سونا"، أن حميدتي، أجرى خلال الزيارة مباحثات حول العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في كافة المجالات، خاصة قضية الحدود وسد النهضة بجانب القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واستقبل محمد حمدان دقلو، بمطار الخرطوم الدولي، الفريق الركن إبراهيم جابر والأمين العام لمجلس السيادة الفريق الركن محمد الغالي علي يوسف، وعدد من المسؤولين بالدولة، بحسب "سونا"، التي أشارت إلى قول نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في تصريحات صحفية إن زيارته إلى إثيوبيا جاءت تلبية لدعوة رسمية من رئيس وزرائها أبي أحمد.
وقال حميدتي: "الزيارة كانت ناجحة وإنه اطلع على تجربة إثيوبيا في مجال تطوير البنى التحتية والمدن الصناعية والتقنيات الزراعية والسكك الحديدية، وأشاد بالتجربة الإثيوبية في زراعة أكثر من خمسة مليون شتلة".
وقال نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السودان، إن "الجانبين أكدا على ضرورة تبادل الزيارات بين البلدين والاستفادة من التجارب، التي من شأنها أن تخدم مصالح شعبي البلدين".
وكانت ميليشيات إثيوبية قد اخترقت الحدود السودانية الإثيوبية في ولاية القضارف بداية يونيو /حزيران الجاري، مما أدى إلى حدوث توتر، حيث توغلت واعتدت على المشاريع الزراعية في منطقة بركة نوريت وقرية الفرسان، كما اشتبكت مع قوة عسكرية سودانية في معسكر بركة نورين.
وقتل قائد القوة السودانية النقيب كرم الدين متأثرا بجراحه في مستشفى دوكة عاصمة محلية القلابات الغربية وجرح عدد من العسكريين والمدنيين. بحسب ما أفادت وكالة سودانية.