وبحسب إفصاحات مالية اطلعت عليها شبكة "سي إن بي سي"، باع سفراء أمريكا في أوروغواي وفرنسا والمغرب وإيطاليا، أسهمًا في معاملات ربما منحتهم ملايين الدولارات.
وتظهر السجلات أن معظم مبيعاتهم كانت في شهر يناير/ كانون الثاني واستمرت طوال فبراير/ شباط، وتتوافق معاملاتهم مع الجدول الزمني للإعلانات الفيدرالية تزامنًا مع بدء انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم.
كانت بعض معاملات الأسهم للسفراء متعلقة بالشركات المشاركة في البحث أو تطوير المنتجات ذات الصلة بعلاج المرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا، مثل شركات الأدوية الحيوية.
في بادئ الأمر، قلل ترامب علانية من شدة الوباء، حتى في أواخر يناير/ كانون الثاني أثناء حضوره فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حين قال إن الأمور "تحت السيطرة وستكون على ما يرام".
مع اندفاع البيت الأبيض في الاستجابة لانتشار الفيروس، كان السفراء لويس أيزنبرغ، وجيمي ماكورت، وديفيد فيشر، وكينيث جورج يحققون مكاسب كبيرة من معاملات الأسهم، كما تظهر الوثائق.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إنه
تم إطلاع السفراء في أواخر فبراير/ شباط في مؤتمر رؤساء البعثات العالمي على الآثار المحتملة للفيروس على معاملاتهم، لكنهم لم يكونوا جزءًا من أي إحاطات إعلامية أخرى هذا العام.
وأضاف المتحدث أيضا أن مبيعات الأسهم ومشترياتها كانت في الغالب تستند إلى توجيه من المستشارين الماليين. بيع المستثمر لأسهمه قبل انهيار السوق يعني أنها باع حيازته بسعر أعلى بكثير مما ستصل إليه.
وجاءت مبيعاتهم مع تعرض العديد من المستثمرين في سوق الأسهم لخسائر حادة. بدأ مؤشر "داو جونز" في الانخفاض في أواخر فبراير/ شباط ووصل إلى مستوى منخفض للغاية في الشهر التالي مسجلًا أدنى نقطة وصل إليها منذ أن أدى ترامب اليمين الدستورية.
هذا يعني أن هؤلاء السفراء بجانب مجموعة أخرى من المسؤولين في إدارة ترامب، استطاعوا الخروج من السوق قبل الانخفاض الحاد للأسعار، محققين أرباحًا كبيرة بالنظر إلى المستويات المتدنية التي بلغتها الأسعار بعد ذلك. التقليل من تأثير الفيروس ربما ساعد على تماسك الأسواق خلال الفترة التي باعوا فيها حيازاتهم.
في سوق الأسهم، يعد توقع حركة السوق أو مستويات الأسعار مهارة فائقة أو ربما "ضربة حظ" إذ يعتقد البعض أنه أمر شبه مستحيل، إذ يعني ذلك أن المستثمر سيبيع أسهمه في حال تنبأ بالانهيار –أو عرف بناءً على معلومة- ليحافظ على قيمة استثماره.
وبعد الخروج من السوق سيكون بإمكانه العودة مرة أخرى –عقب الانهيار- لكنه سيشتري الأسهم هذه المرة بأقل من تكلفتها السابقة، أو بأقل من الثمن الذي باعها به.