وتقول مصادر إعلامية إن الهاشمي وضع قبل شهرين على قوائم الاغتيال لدى تنظيم "داعش"، الذي تبنى أحد أذرعه الإعلامية غير الرسمية عملية الاغتيال، لكن مصادر أخرى تستبعد أن يكون التنظيم الإرهابي وراء قتل الخبير الأمني، فيما ربط أصدقاؤه بين اغتياله وحملات إعلامية شرسة ضده نظمها محسوبون على الفصائل المدعومة من إيران.
وشيع جثمان الخبير في الشأن الأمني العراقي، صباح اليوم الثلاثاء، وسط حضور عدد قليل من أقاربه، بسبب تفشي وباء كورونا، وشارك في التشييع، عدد من أصدقاء الهاشمي وأقاربه، بعد إحضار جثمانه من المستشفى إلى منزله، للتهيؤ لإجراءات الدفن، في مقبرة النجف.
بالفيديو .. تشييع جثمان #هشام_الهاشمي من دائرة الطب العدلي في بغداد#قناة_دجلة_الفضائية pic.twitter.com/4wH7UMFXi0
— قناة دجلة الفضائية (@DijlahTv) July 7, 2020
إدانة داخلية وخارجية
وصف مسؤولون في الحكومة العراقية الحادث بعملية قتلٍ متعمد، دون أن يوجهوا أصابع الاتهام إلى جماعة معينة، بينما أمر وزير الداخلية العراقي بتشكيل لجنة تحقيق بشأن ملابسات عملية الاغتيال.
من جانبه، تعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتسليم قتلة هشام الهاشمي، مؤكداً أن حكومته ستوقف مشهد الاغتيالات في البلاد. كما أضاف الكاظمي أن السلطات ستعمل على حصر السلاح في يد الدولة فقط، مؤكداً أن الهاشمي كان صوتا مساندا لقوة العراق ضد الإرهاب، كما أمر رئيس الوزراء العراقي بإعفاء قائد الفرقة الأولى في الشرطة الاتحادية العميد الركن محمد قاسم من منصبه، وأوضح مصدر أمني أن الإقالة تأتي على خلفية اغتيال الهاشمي.
في السياق أيضا، أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أن جريمة اغتيال الهاشمي "شنيعة" تستهدف الإنسان العراقي، معلناً أن خارجين على القانون هم وراء الاغتيال، وتابع أن أقل الواجب هو الكشف عنهم ومحاكمتهم.
أيضا، ناشدت البعثة الأممية في العراق بملاحقة قتلة الهاشمي ومحاكمتهم، كما أدانت البعثة الجريمة، واعتبرتها "عملا جبانا".
بدوره، قدم سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق مارتن هوث، التعازي لعائلة الهاشمي ومحبيه، قائلا: "يجب تقديم منفذي عملية الاغتيال للمحاكمة"، مؤكداً أنها "جريمة شنيعة".
من هو هشام الهاشمي؟
ولد الهاشمي في بغداد سنة 1973، وينتمي إلى عشيرة الركابي العريقة، درس الثانوية في إعدادية الجمهورية للبنين، ثم حصل على شهادة بكالوريوس في الإدارة والاقتصاد من الجامعة المستنصرية عام 1994.
وفي نهاية التسعينيات أصبح الهاشمي مهتما بدراسة الجماعات الإسلامية، واكتسب خبرة قوية في هذا المجال جعلته أحد المراجع المهمة في العراق منذ ظهور تنظيم "داعش" 2014.
وبحكم إتقانه اللغة الإنجليزية، فقد أصبح الخبير الراحل مرجعية لوكالات الأنباء ووسائل الإعلام الدولية، وكان يقدم أيضا المشورة للحكومة العراقية، وظل الهاشمي، الذي يحمل عضوية المجلس الاستشاري العراقي، ضيفا دائما على القنوات التلفزيونية، محللا سياسيا واستيراتيجيا، وخبيرا أمنيا يوثق بمعلوماته، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.