تقول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إن إسرائيل تطور أنواعا مختلفة من الطائرات المسيرة (الدرونز) تجعل جيشها واحد من أقوى جيوش العالم في استخدام هذا السلاح في حروب المستقبل.
ولفتت المجلة إلى أن تلك الأنواع من الطائرات المسيرة الإسرائيلية تم الكشف عنها هذا العام بصورة متوالية.
ففي منتصف الشهر الجاري يوليو/ حزيران، كشفت إسرائيل عن طائرة مسيرة جديدة من النوع الخفيف تعرف بـ"السلاح البطيئ" الذي تكون مهمته تدمير الهدف ثم الانفجار بعد ذلك مباشرة، مشيرة إلى أنها دخلت الخدمة في الجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي.
ولفتت المجلة إلى أن هذه الطائرة المسيرة واحدة من العديد من الدرونز ومضادات الدرونز، التي تطورها إسرائيل للعمل مع القوات البرية والبحرية.
وتقول المجلة: إن إسرائيل تمثل قوة رائدة في مجال صناعة الطائرات دون طيار منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي".
وأضافت: "في تلك الفترة نجحت إسرائيل في تطوير طائرات مسيرة لكشف التهديدات على الجبهات الأمامية مع كل من مصر وسوريا".
وفي عام 1982، تم استخدامها لجمع المعلومات عن الدفاعات الجوية السورية، لكن التطور الكبير في هذا المجال حدث خلال السنوات الماضية التي شهدت ظهور أنظمة في غاية الدقة لإنتاج وتشغيل تلك الطائرات.
وخلال السنوات الأخيرة أصبحت العديد من الدول تمتلك قدرات هائلة في مجال تصنيع الطائرات المسيرة مثل الطائرات الأمريكية وأبرزها "ريبرز"، والتركية "بيرقدار" والطائرات المسيرة الصينية التي تقول بكين إنها تضاهي في قدراتها المسيرات الأمريكية.
كيف تطور إسرائيل الطائرات المسيرة؟
ينقسم تخصص إسرائيل في مجال الطائرات المسيرة إلى شقين، الأول هو مواصلة تطوير أنواع المسيرات التي تنطلق دون طيار بداية من المسيرات الصغيرة جدا إلى طائرات الاستطلاع المسيرة.
والشق الثاني هو العمل على تطوير وسائل رصد وتدمير الطائرات المسيرة المعادية، وأبرز مثال على ذلك القبة الحديدية التي يمكن استخدامها ضد الطائرات المسيرة.
وتقول المجلة: "إسرائيل تصنع أعدادا هائلة من الطائرات المسيرة الصغيرة لتنفيذ مهام انتحارية (كاميكاز درونز)".
ويتم تصميم هذه الطائرات للوصول إلى منطقة الهدف والبقاء فيه حتى اصطياده في الوقت المناسب، ثم الانفجار أو العودة إذا كان ذلك ممكنا.
وتتميز تلك المسيرات عن الصواريخ المجنحة والقنابل الذكية وغيرها من الأسلحة المضادة للدروع، أنه بإمكانها البقاء لفترة أكبر في الجو حتى يظهر الهدف المراد تدميره وهي ميزة تجعلها سلاحا خارقا، خاصة أنه لا يمكن للعدو النيل منها لأنه يجري تدميرها بعد تنفيذ المهمة إذا كانت عودتها محفوفة بالمخاطر.
"هيرو - 30"
تعد طائرة "هيرو - 30" المسيرة واحدة من أخطر الطائرات المسيرة الصغيرة التي كشف عنها الجيش الإسرائيلي، حيث من المتوقع أن يصبح استخدامها جزءا من العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي في المستقبل.
وتقول المجلة إن هذا النوع من الطائرات المسيرة سهل الاستخدام، حيث يمكن حملها في حقيبة ظهر للعمل مع الوحدات الصغيرة في الخطوط الأمامية، كما أنه يمكن إدارتها من أماكن بعيدة عن مناطق القتال، ولا يتجاوز وزنها 3 كغم.
ولفتت إلى أن إسرائيل اختبرت تلك الطائرة في العديد من العمليات العسكرية المحدودة دون أن تكشف عن ذلك، مشيرة إلى أن صغر حجمها وقدرتها على التحليق على ارتفاعات منخفضة يجعلها أكثر فتكا من الطائرات المسيرة الكبيرة.
وتوضح المجلة أن هذا النوع من الطائرات يكون له دور مهم في العمل مع الوحدات البحرية التي ترغب في إجراء عمليات استطلاع محدود لفترة قصيرة دون استخدام أنواع الطائرات الكبيرة مثل "هيرون تي بي" أو "غلوبال هوك" الأمريكية التي يمكنها البقاء أيام في الجو على ارتفاعات كبيرة.
النورس والقنبرة
تطور إسرائيل نوعا جديدا من المسيرات الصغيرة جدا يطلق عليه "سكاي لارك" أو "طائر القنبر" لا يتجاوز وزنها 15 كغم.
هذه الطائرة ستكون لها مهمة مختلفة عن غيرها حيث ستنطلق من على متن مركبة بحرية مسيرة تعرف بـ"سي غول" أو "نورس البحر".
وتعد هذه التقنية هي الأولى من نوعها في استخدام طائرة مسيرة تنطلق من مركبة بحرية مسيرة للقيام بمهمة محدودة من الجو.
ويكشف ذلك توجه عسكري إسرائيلي لاستخدام المركبات المسيرة على نطاق واسع في حروب المستقبل، تجتمع فيها مركبات السطح المسيرة مع الطائرات المسيرة في مهمة واحدة.
ويسمح التوجه العسكري الجديد للمركبات المسيرة البحرية بتنفيذ مهامها بينما تقوم المسيرات الجوية بحمايتها واستطلاع الأجواء حولها في ذات الوقت.
وتجري العديد من الدول اختبارات لتكتيك عسكري جديد يعتمد على الجمع بين مجموعة من المسيرات في سرب واحد لتنفيذ مهمة مشترك وهو ما يطلق عليه "هجوم الأسراب المسيرة".