وأضاف في حوار مع "سبوتنيك"، أن "المشروع يهدف إلى تسريع عجلة التنمية والتطور في شتى المجالات، باعتباره أحد الطرق التي تبنتها الدولة لتقليل الاعتماد على النفط والغاز".
وأكد شرف أن "المسبار في طريقه الصحيح نحو المريخ، وتم الاتصال به بنجاح، ومن المقرر أن يصل لوجهته بعد 7 أشهر من الآن، من أجل مساهمة علمية إماراتية لخدمة البشرية والعالم".
وإلى نص الحوار
بداية... صف لنا الجهود الإماراتية التي بذلت من أجل الوصول لإطلاق مسبار الأمل للفضاء الخارجي؟
عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على مشروع مسبار الأمل منذ عام 2014، ووضعت للمشروع العديد من الأهداف، وهي ليست علمية فقط، وإنما أيضا استراتيجية تتعلق بدولة الإمارات وكذلك المنطقة.
نعم... وما الأهداف التي وضعتها دولة الإمارات خلف إطلاق المسبار؟
الهدف الأول كان تشجيع الشباب العربي للدخول في المجالات العلمية والتقنية، واستعمال العلوم والتكنولوجيا لبناء المنطقة، وبناء الدول العربية، والمساهمة في إنتاج معرفة جديدة تخدم الجميع.
ما الفوائد التي يمكن أن تعود على دولة الإمارات من هذا المشروع؟
في النهاية، يهدف البرنامج الإماراتي إلى دعم جهود الدولة، لخلق اقتصاد معرفي مبني على الإبداع والابتكار، وخلق اقتصاد تنافسي، كتوجه عام يخدم رؤية دولة الإمارات لاقتصادها في المستقبل، حيث تريد الإمارت الاقتصاد المتنوع والمبني على العلوم والتكنولوجيا، حيث تلعب دورًا كبيرًا في هذا الإطار، وهذا من الناحية الاستراتيجية.
أما من الناحية العلمية، فالهدف من مسبار الأمل دراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وتزويد المجتمع العلمي حول العالم لأول مرة بصورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي للمريخ في أوقات مختلفة من اليوم، وفي مناخ متنوعة، وهذا من ناحية المساهمة العلمية لدولة الإمارات لخدمة البشرية.
ما أبرز التحديات التي واجهتكم خلال مراحل بناء المسبار المختلفة؟
كان هناك العديد من التحديات، أهمها أن دولة الإمارات أول مرة تتجه للكوكب الأحمر، كما وضعت الحكومة متطلبات لفريق العمل، الشق الأول منها ضرورة بناء المسبار وليس شرائه، والتعاون مع الغير في برامج نقل المعرفة، لذلك تم التعاون مع جامعة جامعة كولورادو، وكان هناك فريق إماراتي في الجامعة لمدة 5 سنوات، وفريق آخر يعمل من دولة الإمارات، وثالث يتنقل بين الإمارات وأمريكا.
مسبار الأمل الأول عربيًا ونقلة تاريخية للعرب... كيف وصلتم للريادة على المستوى العربي في هذا المجال؟
بدأت الإمارات برنامجها الفضائي في عام 2006، بداية من مشروع دبي سات 1، ودبي سات 2، ومشروع خليفة سات، الدولة بدأت من فترة زمينة طويلة، لكن الفكر مختلفًا عن أي أفكار تتعلق بموضوع الفضاء.
ما سر الاختلاف في أفكار الإمارات بشأن علوم الفضاء ومشروع مسبار الأمر؟
الإمارات وضعت أفكارًا مختلفة، حيث هدفت من مشروعها ليس الوصول للفضاء والمريخ، لكن سعت لبناء اقتصاد معرفي، وتحرك سريع، ونقلة نوعية في قطاعات مختلفة، لذا وضعت أهدافًا صعبة لفريق العمل، تعتمد على روح التعاون وليس التنافس، لذلك تمكنت الدولة من المضي قدمًا في هذا الطريق، وقدمت هذه الإنجازات في تلك الفترة الزمنية الضئيلة مقارنة بالدول الأخرى.
قطعت الإمارات شوطًا كبيرًا في عصر الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين... هل تعتقد أن مسبار الأمل تتويجًا لهذه الجهود؟
طبعًا.. الإمارات بذلت جهودًا كبيرة في مجال العلوم والتكنولوجيا، وطرحت العديد من المبادرات المختلفة، كان من بينها البرنامج الفضائي، والذي كان له أهداف أسمى وأكبر من برامج الفضاء، أهداف أقتصادية وأخرى خاصة بالتحديات الوطنية، فكان من الضروري أن تبني دولة الإمارات قاعدة وتخلق إمكانيات علمية وتقنية من ناحية الموارد البشرية وكذلك المرافق وبيئة العمل التي تعمل في القطاع.
تسعى الإمارات جاهدة لتقليل الاعتماد على النفط والغاز... هل يدعم مسبار الأمل تلك الرؤية؟
بالطبع.. مسبار الأمل مشروع وطني أكبر منه كونه مشروعًا يخص الفضاء، ومن بين هداف المشروع تسريع عجلة التنمية والتطور في شتى المجالات، فكانت الأهداف أشمل وأكبر من أن تكون مركزة على الجانب العلمي، فكان هناك أهداف أخرى استراتيجية.
ما الخطوة القادمة بعد إطلاق المسبار؟
الحمد لله أطلقنا المسبار بنجاح، وتمكنا من الاتصال به، وهو في مساره باتجاه الكوكب الأحمر، لكن الرحلة لم تنته بعد، فمن المقرر أن يصل بعد 7 أشهر للمريخ، ونحن نبذل قصارى جهودنا لضمان وصول المسبار بنجاح حول الكوكب الأحمر.
هل هناك خطط أخرى لمشروعات مماثلة مستقبلًا؟
دولة الإمارات لديها العديد من الخطط والرؤى المستقبلية، وفي الوقت المناسب سيتم الإعلان عنها، الخطط موجودة لكن التركيز الآن على إكمال تجربة مسبار الأمل بنجاح للنهاية.
أجرى الحوار: وائل مجدي