زيارة وزير الخارجية السعودي للجزائر عقب زيارته لمصر أثارت العديد من التساؤلات خاصة فيما يتعلق بالملف الليبي، وعملية الدفاع العربي المشترك، وأهمية التنسيق بين الدول العربية.
وبحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، مع وزير الشؤون الخارجية في الجزائر صبري بوقدوم، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.
وقبل مغادرته للقاهرة، أكد وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، "وجود تنسيق كامل بين المملكة ومصر لخدمة المنطقة العربية بالكامل وحل المشكلات"، مشددا على أن "مصر والسعودية هما عمود المنطقة العربية".
وقال ابن فرحان، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي بحضور سامح شكري وزير الخارجية المصرية، في القاهرة الاثنين 27 يوليو/تموز: "إن المملكة العربية السعودية تدعم مصر في قراراتها بخصوص ليبيا، وإن المملكة أعلنت ذلك من قبل وتجدد دعمها".
تنسيق على أعلى مستوى
حول أهمية الزيارة وأهدافها، قال الكاتب السعودي سعود الريس: إن "المملكة أعلنت موقفها الرسمي في وقت سابق بشأن دعم مصر في أمنها القومي وأن أمن مصر هو ركن أساسي في الأمن القومي العربي".
ويرى الريس، أن "الجزائر من أوائل الدول التي دعت للحل السياسي للأزمة في ليبيا، وأن ما يحدث هناك يشكل خطورة كبيرة خطورة كبير على القارة بأكملها".
ويشير الريس إلى "ضرورة تفهم عمل الدول وفق ما يتناسب مع سياستها، إلا أن الخطر الحقيقي يستدعي تضافر الجهود، خاصة أن أول محطات الرئيس عبد المجيد تبون بعد انتخابه كانت في السعودية، وهو ما يشير للتفاعل الجزائري مع القضايا العربية، خاصة أن الخطر يهدد القارة بشكل كامل".
توحيد المواقف
وأكد "حرص السعودية على توحيد المواقف العربية لاتخاذ قرارات جامعة بشأن أمن المنطقة برمتها، وأن السعودية دائما تعمل على اتخاذ المواقف التي تحافظ على استقرار المنطقة وتضافر الجهود العربية لحمايتها".
وشدد الريس على أن "الخطر لا يتعلق بمصر فقط، وإنما بالأمن القومي العربي بشكل كامل، وأن التنسيق بين السعودية ومصر والجزائر يحد من المخاطر والأطماع التي تهدد الوطن العربي من الدول الساعية للهيمنة على بعض الدول العربية".
لماذا الجزائر بعد القاهرة؟
وبحسب الريس، فإن "زيارة وزير الخارجية السعودي للجزائر عقب القاهرة تهدف لرفع التنسيق بين الدول العربية، خاصة أن الجزائر لديها رغبة واضحة للعمل بفاعلية للتصدي لمهددات العالم العربي والإسلامي، خاصة في ظل الدعوة العربية من دول عدة".
محور القاهرة الرياض
فيما قال الكاتب السعودي محمد الساعد: إن محور "القاهرة -الرياض" "بدأ في التبلور أكثر".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن هذا المحور ربما يضم إليه الحزائر لحماية الفضاء العربي، والعودة إلى العمل العربي المشترك.
وتابع بقوله أن "العمل العربي المشترك قادته السعودية ومصر، استنادا على مؤسسات عريقة أهمها جامعة الدول العربية، التي ساهمت في تفعيل منظومة الدفاع العربية، وهي منظومة عسكرية قادت العديد من الأعمال الحربية في كثير من الأزمات، ويتساءل الساعد عن دورها في الأزمة الليبية".
ويؤكد بقوله أن "العالم العربي أمام مفصل تاريخي في الأزمة الليبية، وهو ما يتطلب التنسيق مع الجزائر، خاصة أن تأييدها للموقف "السعودي-المصري" بتأكيد عروبة ليبيا ضد محاولة تحويلها إلى دولة أعجمية تحكمها عاصمة أخرى".
ويرى الساعد أن الدور الجزائري مؤثر جدا، خاصة أن "الجزائريين لن يسمحوا باختراق مجالهم الأمني من خلال ليبيا".
ماذا قال في الجزائر
خلال زيارته للجزائر أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الثلاثاء 28 يوليو/ حزيران، التزام بلاده بالتنسيق مع الجزائر، من أجل التوصل الى تسوية سلمية للأزمة في ليبيا وتمكين هذا البلد من استعادة أمنه واستقراره".
وفي تصريح له عقب استقباله من قبل رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، شدد وزير الخارجية السعودي على "أهمية ومحورية دور دول الجوار في الوصول إلى حل ينهي الصراع في ليبيا ويحمي هذا البلد الشقيق من الإرهاب والتدخلات الخارجية".
توافق سعودي جزائري
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "آراء السعودية والجزائر متوافقة حول مختلف القضايا المطروحة، ومن بين هذه القضايا قضية ليبيا، حيث أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أكد خلال زيارته على أهمية ومحورية دور دول الجوار في الوصول إلى حل ينهي الصراع في ليبيا".
ويرى أنه "لا يمكن لا يمكن إيجاد الحل في ليبيا دون التركيز على دور الجزائر الأساسي في حل الأزمة، لأن ما قدمته الجزائر من حلول يعتبر أساس التوافق بين الخصوم في ليبيا".
وشدد على أن "الجزائر لديها تقاليدها في سياستها الخارجية وهي مبنية على عدم التدخل في شؤون الدول وتغليب الحل السياسي عن الحل العسكري".
واستطرد بقوله: إن "للجزائر باع طويل في الحفاظ على الأمن القومي العربي، وأن مناقشته مع السعودية أمر ليس بالجديد، خاصة مع تقارب وجهات النظر".