وقال مجاهد، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، إن "دول الخليج بشكل عام لم تلتفت للطاقة النووية مبكرا، لتمتعها بمصادر رخيصة وغنية للطاقة ممثلة في البترول، ولكن توجه الإمارات للطاقة النووية وإنجاز مشروعها، يعبر عن بعد نظر وجدية".
وتابع: "حضرت المناقشات الأولى للمشروع في الإمارات، وكانت دوافع الإمارات لذلك تتمثل في أن الطاقة الأحفورية طاقة ناضبة بطبيعتها، ولا بد من دخول عصر الطاقة النووية، وهو توجه صحيح خاصة في المرحلة الحالية".
وأضاف مجاهد: "العديد من الدول العربية كان لديها طموحات نووية، وقطعت بالفعل أشواطا في هذا الطريق، خاصة مع مرحلة الاستقلال والتحرر الوطني عقب الحرب العالمية الثانية، ولكن للأسف تضافرت الكثير من العوامل وأخرت المشروع النووي العربي، في الوقت الذي تمكنت دول أخرى في المنطقة وحولها من إنجاز مشاريعها نووية، مثل إسرائيل وإيران والهند وباكستان".
وتابع مجاهد "مصر كانت رائدة في الطموح النووي العربي، وكانت المحاولات الأولى في عام 1957، حينما أنشأ (الرئيس المصري الأسبق جمال) عبد الناصر هيئة الطاقة الذرية، وأنشأ بها قسم المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء، وطرحت المناقصة الأولى لإنشاء محطة نووية في منطقة سيدي كرير على ساحل المتوسط، وفازت بالمناقصة بالفعل شركة ويستنجهاوس الأمريكية، ولكن الولايات المتحدة تمكنت من تعطيل المشروع بالفعل عبر المراوغة والضغوط، وبعدها شنت إسرائيل عدوان 1967، والذي كانت من أهدافه تعطيل مشاريع تصنيع الطائرات والصواريخ والطاقة النووية، وللأسف نجح العدوان في ذلك".
وأشار مجاهد إلى أنه "بعد ذلك كانت هناك محاولات لإحياء المشروع النووي المصري ولكن لم يتوافر لها الإرادة، حتى توافرت الإرادة حاليا وأصبح مشروع الضبعة النووي في حيز التنفيذ".
وأوضح مجاهد "الحقيقة أن تأخر المشروع النووي المصري مرات متتالية أدى لتأخر المشاريع النووية العربية، فمصر كانت في تلك المرحلة تقود التحديث العربي، ونجاحها في إنجاز المشروع النووي، كان سيكون له أثر هام في المنطقة، وإجهاضه عدة مرات أجهض طموحات عربية كثيرة، يضاف إلى ذلك نقص الكوادر العربية في المجال النووي، ونقص الإمكانيات المادية".
واستطرد مجاهد "فضلا عن التدخل المباشر من قبل القوى المناهضة للتحديث العربي، مثل ضرب المفاعل النووي العراقي وحصار ليبيا، لقد حرصت إسرائيل والولايات المتحدة على عدم امتلاك الدول العربية ليس لمشروع نووي، ولكن حتى للمعرفة النووية التي تتيحها المفاعلات البحثية كالتي كانت تقيمها العراق وليبيا، ومثل مفاعلي أنشاص في مصر".
وأكد مجاهد أن "دخول الإمارات للعصر النووي، خطوة هامة، ليس للإمارات وفقط، بل للمنطقة، والتي أصبحت الآن قريبة من الدخول للعصر النووي، بالخطوة الإماراتية، وأيضا بالمشروع المصري".
وبدأت دولة الإمارات، أمس السبت، تشغيل أول مفاعل نووي عربي على ساحل الخليج العربي، حيث بدأت عملية الاندماج النووي في أحد مفاعلات محطة براكة الإماراتية التي تعمل بالتكنولوجيا الكورية الجنوبية.
وتضم محطة براكة أربع مفاعلات نووية، وكان من المقرر بدء العمل بها في 2017، وتم تأجيل الافتتاح عدة مرات لاستكمال شروط السلامة.