فهل هناك جدية لدى أمريكا في هذا الملف؟
مطالبات وضغوط
وأضاف رئيس المنظمة العالمية لـ"سبوتنيك" عندما زار حمدوك الولايات المتحدة الأمريكية ارتكب خطأين كانا السبب في تعقيد الأمور وعدم حلها، الخطأ الأول، كان يفترض على رئيس الحكومة الانتقالية السودانية أن يقول للأمريكان في واشنطن أنني رئيس الدولة التي قدمتم رئيسها لمحكمة الجنايات الدولية نتيجة الفساد في الحكومة السابقة، وأنني جئت لتلك البلاد وبها إرث ثقيل وأنتم تعلمون هذا، وأنني غير مسؤول عن أي شىء مما قام به البشير وأعوانه، وكانت هناك شكوك حول هذا الموضوع ولماذا لم يقل حمدوك ذلك للأمريكان أثناء زيارته.
عصا التخويف
وتابع النور الشىء الآخر، أن رئيس الحكومة حمدوك والذي تم تقديمه بأن له علاقات دولية كبيرة لم يعلم جيدا أن أمريكا يجب أن يتم استخدام عصا التخويف معها، كان يجب أن يخبر حمدوك الرئيس الأمريكي ترامب بأنه إن لم يرفع اسم السودان من تلك القائمة بعد الثورة والمشاكل التي تعاني منها البلاد فإنني سأذهب إلى روسيا أو الصين، لكن بكل أسف حمدوك لم يستعمل أي من الكروت المتاحة أمامة بالتبرأ من أفعال البشير أو التهديد بروسيا والصين، وهما أكبر خطأين برهن بهما البشير على عدم معرفته بالعلاقات والسياسات الدولية.
وأكد رئيس المنظمة العالمية، أن أمريكا لا تتحرك تجاه حل قضايا العالم الثالث ما لم تشعر بخطر من تدخل صيني أو روسي، وحمدوك لم يستخدم هذا أو ذاك ليس لقلة الخبرة، لأن هذه الأشياء يعلمها أي دبلوماسي، لكن السبب في عدم استخدام تلك الأمور لصالح البلاد مازالت تدور حوله أحاديث كثيرة عن كيفية مجىء حمدوك وتلك الحكومة، وهناك ملاحظات على وفد حمدوك خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعدم خبرتهم في العلاقات والسياسة الدولية.
خطأ كبير
وأشار النور إلى أن أحد الأخطاء الكبرى التي ارتكبها وزير العدل السوداني أثناء زيارته لأمريكا برفقة حمدوك، أنه تعهد بدفع تعويضات لواشنطن، وقد أخبرني العديد من المحامين الدوليين في بريطانيا بأن ما فعله وزير العدل السوداني خطأ قانونيا، لأن الأحزاب السودانية وقعت في الثمانينات بأنها غير ملتزمة أمام العالم بما يرتكبه نظام البشير من أفعال، والغريب أن حمدوك معه الشعب والقانون ومع ذلك لم يفعل الصواب.
وتوقع رئيس المنظمة العالمية، أن تحقق الحكومة السودانية الحالية في ملف قائمة رعاة الإرهاب، حال شعور الولايات المتحدة بأن حكومة حمدوك سوف تنهار في أي لحظة، وقتها ستقوم واشنطن برفع السودان من تلك القائمة، أما إذا شعروا أن حكومة حمدوك سوف تزال لا محالة من على الأرض سوف يجعلون من قرار الرفع وسيلة لتهدئة الشارع حتى ينسى الشارع مشاكلة اليومية أو يؤجلوا القرار للحكومة التي تليها.
وعود أمريكية
وأشار المحلل السياسي لـ"سبوتنيك"، إلى أن الوضع الراهن والمطالبات السودانية تأتي في مرحلة متأخرة جدا، لأنه كان هناك وعد سابق، وفي رأيي أن الذين يحكمون السودان الآن هم من كانوا سببا في وضع السودان على تلك القائمة، لأنهم كانوا يحضون الإدارة الأمريكية على إبقاء السودان بتلك القائمة خلال العقود الماضية.
وأوضح عبد العاطي أن السودان الآن يعيش سيولة سياسية وفوضى خلاقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وهى أساس النظام العالمي الجديد الذي تقوده واشنطن، ويبدون أن الهدف الأكبر لأمريكا ليس رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بل تقسيم السودان.
تعليق حكومي
علقت الحكومة السودانية السبت الماضي على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، التي كشف فيها عن رغبة الإدارة الأمريكية برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ووفقا لوكالة أنباء "سونا"، ثمن مجلس الوزراء دعوة بومبيو لدعم فرصة التحول الديمقراطي في السودان وبناء دولة ديمقراطية، الأمر الذي يؤدي إلى بروز فرص مماثلة على المستوى الإقليمي.
كما أعلن مجلس الوزراء استعداده لمواصلة العمل مع الإدارة الأمريكية في شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والدخول في علاقة شراكة تفيد البلدين.
من جانبه جدد رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، التزام الحكومة السودانية بمواصلة الجهود مع الأصدقاء في الولايات المتحدة وخارجها لإغلاق هذا الملف وإعادة استيعاب السودان بالكامل في المجموعة الدولية.
الجدير بالذكر أن بومبيو كان قد أعلن الخميس الماضي، عن رغبته بإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، واعتبر أن الانتقال السلمي الذي تعيشه البلاد يمثل فرصة تاريخية.