ووصلت لجنة مشتركة من وزارتي الزراعة والصحة والبيئة إلى هور الدلمج الواقع بين محافظتي الديوانية، وواسط، في وسط البلاد، بعد نفوق كميات كبيرة من الأسماك فيه، لأخذ عينات تكشف عن ملابسات الحادثة هذه.
وكشف الباحث البيئي من الديوانية، ليث العبيدي، في حديث خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الأربعاء، أن نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في هور الدلمج منذ الثاني من أغسطس/ آب، إثر سموم تم رميها في المصب العام المغذي للهور من الجهة الشمالية.
وأضاف العبيدي، استمر نفوق الأسماك وكمياتها بالأطنان، حتى اليوم ولكن بأعداد أقل من اليومين الماضيين، في الهور وهو تحت ضمان شخص من أهالي المحافظة وفق عقد مبرم من الزراعة، لصيد الأسماك والطيور فيه.
ويوضح أن السم ملقي من قبل أشخاص مجهولين في عامود النهر تحديدا في "مبزل" النهر الثالث الذي ينقل المياه من الشمال إلى الجنوب ويمر بالهور مباشرة.
وذكر العبيدي، أن المنطقة التي فيها ألقي السم غير مؤمنة ولا توجد بها نقاط للشرطة، كونها منطقة صحراوية مفتوحة وبعيدة، شهدت العام الماضي أيضا ً في اليوم الثاني من العيد حادثة مشابهة بتسميم المياه وقتل الأسماك.
وكشف أن كمية المياه التي تلوثت بالسم تقريبا ً 50 كيلو متر، وفي امتداد مستمر، لكن توسعها انخفض اليوم نسبة إلى انتشارها خلال الأيام الماضية.
وألمح العبيدي، إلى أن لجنة مشتركة من وزارتي الزراعة والصحة والبيئة، وصلت إلى الهور اليوم وأخذت عينات من أحشاء الأسماك للتأكد أكثر ومعرفة نتائج الفحوصات.
وعن الحلول والمعالجة، يستعبد العبيدي أن يتم ذلك قائلا: أي إجراءات لا توجد، وإذا أرادوا عليهم أن يكثفوا نقاط التفتيش الأمنية في المنطقة الحدودية بين الديوانية وواسط، متداركا ً، لكن ذلك لن يحصل لأنهم سبق وتعهدوا بنشر النقاط بعد الحادثة المشابهة العام الماضي، ولم يفعلوا.
وعدد الباحث البيئي من محافظة الديوانية، أسماك المياه العذبة التي نفقت بموسم صيدها حاليا ً، في الهور وهي : السمتي، والبني والكطان والشلك والجري وأنواع أخرى صغيرة.
من جهته أكد الناشط البيئي العراقي من جنوب البلاد، أحمد صالح نعمة، في تصريح لمراسلتنا، اليوم الأربعاء، أن البعض من الصيادين استخدموا السموم في منطقة المصب العام الذي يغذي هور الدلمج.
وبين نعمة، أن منطقة المصب بحدود 30 كيلو متر غير مسيطر عليها من قبل الحكومة، وحصل أن ألقي فيها السموم التي انتشرت وأصابت كميات كبيرة من الأسماك.
وشهد العراق الشهير بثروته السمكية، خلال الصيف العام الماضي، نفوق أعداد هائلة من الأسماك التي غطت أسطح الأنهر والأهوار في عدة محافظات من الوسط والجنوب لاسيما محافظتي بابل والديوانية، بعد تسميمها على يد مجهولين.