دور مصري
وأضاف الوزير السابق لـ"سبوتنيك"، أن "الغرض الرئيسي من الزيارة هو افتتاح المركز الطبي الحديث الذي أنشأته مصر في العاصمة جوبا نظرا للظروف الإنسانية التي تمر بها جنوب السودان في ظل موسم الفيضانات الحالي، لذا جاءت زيارة وزيرة الصحة المصرية ورئيس جهاز المخابرات المصرية للوقوف على الحالة الإنسانية، خصوصا أن القاهرة لها مساهمات كبيرة في تلك المرحلة".
أهداف الزيارة
وحول علاقة الزيارة بمفاوضات سد النهضة والحديث عن قاعدة عسكرية مصرية قال دونقا إن "حكومة جوبا لها موقف واضح عبرت عنه وزارة الخارجية، ولا توجد قواعد عسكرية لدينا، ونحن كدولة ممر في دول حوض النيل ليس لنا علاقة بسد النهضة، نحن نقف على مسافة واحدة من الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا".
وأشار الوزير السابق إلى أن "قضية سد النهضة والمفاوضات يرعاها الاتحاد الإفريقي ونتمنى أن تصل كل الأطراف إلى اتفاق مرض وألا تتأثر حقوق مصر والسودان في المياه ولا حق إثيوبيا في سد النهضة، كما أن زيارة رئيس جهاز المخابرات المصري نظرا لما تلعبه جنوب السودان من دور الوساطة بين الأطراف السودانية، ومصر كدولة مؤثرة في المنطقة ودولة جوار للسودان وليبيا، فمن الضروري أن تكون هناك عملية تشاور وتعاون مع جوبا".
الأسس والقواعد
على الجانب الٱخر، قال الوكيل الأسبق لجهاز المخابرات المصري، اللواء محمد رشاد: "نتيجة غياب مصر عن أفريقيا فقدنا الكثير من الأسس والقواعد في القارة السمراء، هذا الأمر اصبح يهدد الأمن القومي المصري، حيث يمتد أمننا القومي من ناحية الحدود الجنوبية إلى ما بعد جنوب السودان".
وأضاف وكيل المخابرات لـ"سبوتنيك" أنه "في ظل الحكومة الجديدة اليوم في السودان بدأنا نعيد علاقاتنا الطبيعية مع الخرطوم لأنها امتداد لأمننا القومي، ولو عدنا قليلا للتاريخ فقد كانت الأراضي السودانية منطقة انتشار للقوات الجوية المصرية، وجنوب السودان هى جزء من السودان في هذا الوقت، بالتالي السودان وجنوبه امتداد للأمن القومي المصري ولابد أن تكون هناك علاقات وطيدة معهم".
العودة من جديد
وأشار رشاد إلى أن "مصر تعيد من جديد علاقاتها في ظل الصراعات الموجودة في إفريقيا وبشكل خاص في إثيوبيا والتي تعد قاعدة عسكرية إسرائيلية منذ العام 1950، واسرائيل تعتبرها نقطة ارتكاز أساسية للتمدد في إفريقيا بسبب الفراغات التي تركناها منذ سنوات، لذا كان لا بد أن نعيد علاقاتنا من جديد بالدول الإفريقية لكي نؤمن مصر"
وأوضح وكيل جهاز المخابرات الأسبق، أن "زيارة رئيس الجهاز المصري إلى جنوب السودان في إطار إعادة العلاقات في تلك المرحلة الخطيرة التي نعيشها في ظل أزمة سد النهضة الذي تتخذ منه إثيوبيا ورقة ضغط على مستقبل مصر المائي والذي يهدد الأمن القومي، لأن المياه مسألة حياة أو موت، لذا يجب أن يكون لمصر ركائزها في إفريقيا وبشكل خاص دول الجوار مثل السودان وجنوب السودان وليبيا".
وأجرى الوزير عباس كامل، مدير المخابرات العامة المصرية زيارة، الثلاثاء الماضي، إلى جمهورية جنوب السودان، التقى خلالها بالرئيس سلفاكير ميارديت، وسلّمه رسالة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للتهنئة بتنفيذ استحقاقات السلام والإعراب عن دعم مصر الكامل لجنوب السودان في سبيل تحقيق الاستقرار والأمن، كما تناولت الزيارة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تحقيق التعاون المشترك.
كما التقى الوزير عباس كامل بـرياك مشار، النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان، إذ تناول اللقاء التهنئة بتنفيذ مخرجات اتفاق السلام، وتعيينه نائبًا أول للرئيس، والتأكيد على دعم مصر لشعب جنوب السودان من أجل تحقيق السلام الدائم والاستقرار
كما قام على هامش الزيارة بعقد سلسلة من الاجتماعات شملت كلا من مستشار الرئيس سلفاكير للشؤون الأمنية توت جلواك مانيبي، والمدير العام لجهاز المخابرات العامة بجنوب السودان الفريق أول توماس دوث وتناول اللقاء سبل التعاون الثنائي ومكافحة الإرهاب.
وافتتح رئيس المخابرات العامة المصرية ووزيرة الصحة المصرية، الدكتورة هالة زايد، المركز الطبي المصري الجديد بجوبا بحضور المسؤولين وبتواجد جماهيري.