ووفقا لموقع "بي بي سي"، يقول أنور العنسي، الصحفي، إنه كان للزعيم الفلسطيني الراحل بيت في العاصمة اليمنية، وربما في كل مرة يزورها كان له بيت أو أكثر.
وأضاف أنه تعرف على أبو عمار في أوائل تسعينيات القرن الماضي عندما أجرى معه أول لقاء تليفزيوني طويل بعد منتصف ليل في منزله، إذ قال له إنه لا "ينام ملء جفونه عن شواردها" كما قال المتنبي إلا في صنعاء.
ووفقا له "تنهد الزعيم الفلسطيني كممثل بارع، ثم هاجمه بقوله: "يبدو أن الأمور اختلطت عليك!".
وأوضح أن عرفات تحدث عن معاناة شعبه من عدم اكتراث العرب والعالم بمأساته، إلى أن تكلم بمرارة كيف أنه وجد طائرات حربية تكاد تبدو مطمورة بالرمال في أحد المطارات الصحراوية الليبية التي تحطمت طائرته بقربها في أبريل/نيسان 1992، وتذكر كيف أن الرئيس المصري الراحل، جمال عبدالناصر، طلب منه "مجرد لواء واحد لمهاجمة إسرائيل من جنوب لبنان، وأن ذلك كان كفيلاً بهزيمتها" في حال اندلاع أي حرب محتملة بينها وبين العرب.
وواصل العنسي، "في المرة التالية التي جاء فيها إلى صنعاء، طلب استدعائي على الفور، وكالعادة بعد منتصف الليل أيضاً. حضر رجال أمن فلسطينيون ويمنيون دون اتصال مسبق ربما لدواع أمنية كذلك، وطرقوا باب منزلي، وطلبوا مني ارتداء هندامي التلفزيوني والذهاب معهم فأدركت أن الأمر مرتبط بـ "أبو عمار"".
وأكمل "بانتظار وصول طاقم التصوير أومأ عرفات إلى الحاضرين برغبته في أن أكون معه لوحدنا فانصرف الجميع".
وبحسب العنسي "برر عرفات تصرفه هذا بأنه يرغب في إعطائه سبقا صحفيا حصريا لم ولن يعطيه لأحد ولا يريد حتى لرجاله أن يعرفوه قبل إذاعته".
وكان ذلك بناء على طلبه للتمهيد على ما يبدو لموقفه اللاحق من"اتفاق أوسلو" الذي ربما كان يجري سراً أو جرى لاحقاً، أو غيره من"التسويات" التي كانت مطروحة آنذاك!
و"عقب اللقاء قال عرفات إنه سيخلد للنوم الذي "تنام (فيه) جفونه عن شواردها" ثم خرج معه إلى المكان الذي يجلس فيه جميع الموجودين من مرافقيه وزملائه، وتناولوا جميعا شرائح من البطيخ، ثم ودعه بعدد لا يحصى من "القبلات" التي اشتهر بها".
إلا أنه عندما وصل إلى غرفة الأخبار في التليفزيون، وفتح جهاز "التيكرز" الذي يمد العنسي بخدمات وكالات الأنباء، كان أول خبر على الشريط يتحدث عن وصول ياسر عرفات إلى "إسلام أباد" عاصمة باكستان وعقده مؤتمرا صحفيا في مطارها كشف خلاله كل تفاصيل المقابلة التي أجراها معه قبل ذلك بساعات، ووعده بأنها ستكون "حصرية" و"سبقا" خاصا.