ويسعى نتنياهو مؤخرًا لكسب ود الشارع الإسرائيلي، تارة بالترغيب عن طريق التطبيع مع بعض الدول العربية والتي كان آخرها دولة الإمارات، ومرات أخرى بالترهيب عبر شن الحروب على قطاع غزة.
وتظاهر مئات الإسرائيليين، مساء السبت، أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يطالبونه بالاستقالة ويطالبون القضاء الإسرائيلي بتقديمه للمحاكمة على تهم الفساد والاستفادة من أموال الدولة لمصالحه الشخصية.
تظاهرات مستمرة
وذكرت قناة "كان" العبرية أن مئات المتظاهرين الإسرائيليين انطلقوا إلى منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واعتصموا في ساحة بلفور وقاموا باعتداءات على رجال الشرطة المنتشرة في المكان وألقوا الحجارة عليهم والألعاب النارية.
وبحسب القناة، اقتحم المتظاهرون نقاط تفتيش للشرطة وأصابوا شرطيين، كما سجلت عدة حوادث اعتداءات واعتقالات، وتم إلقاء القبض على العديد من المتظاهرين.
وهذه المظاهرات التي تُنظّم أسبوعيّاً منذ أكثر من شهرين، بعد انتهاء عطلة السبت اليهودي، تواصل حشد الإسرائيليين على الرغم من انتشار فيروس كورونا المستجدّ وموجة الحرّ التي تشهدها القدس.
تحركات قوية
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، قال إن "هناك تحركات حثيثة جدا وقوية لنتنياهو في السنوات الأخيرة بدعم كامل ومباشر، بل بدعم أولي من الإدارة الأمريكية خاصة من كوشنر بشكل خاص مبعوث الرئيس الأمريكي للدول العربية، وفي مقدمتها الخليج من أجل التطبيع وإقامة علاقات سياسية ودبلوماسية واجتماعية مع الجانب الإسرائيلي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "للأسف الشديد التظاهرات التي تقوم بها أوساط شعبية إسرائيلية لا يمكنها تقصي نتنياهو عن الحكم، لأنه اليوم يتصرف كديكتاتور يجلس وحيدًا في الحكم، بسبب ضعف منافسيه في الائتلاف الحكومي، ورغبتهم في كراسي الوزارة".
وتابع: "تحقيق الإنجاز مع دولة الإمارات وإبعاد العالم العربي عن قرارات الشرعية الدولية ومؤتمر القمة العربي وبرنامج السلام للجامعة، يصب في صالح نتنياهو".
أوراق يملكها نتنياهو
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي الفلسطيني، إن "نتنياهو سياسي محترف وقد خرج منتصرا في كثير من المعارك السياسية، ورغم اقتراب محاكمته في ملفات الفساد، والتظاهرت التي تطالب باستقالته بسبب فساده وفشله في إدارة ملف كورونا، إلا أنه لم يتأثر ويخطط لانتخابات رابعة خاصة إذا فشل في ديسمبر القادم في تمرير الموازنة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "التظاهرات التي تخرج ضده حتى الآن محدودة، وهو يستطيع الطلب من مؤيديه أن يخرجوا بتظاهرات أكبر منها تأييد له، وقد هدد بذلك صراحة بأن هذه التظاهرات خروج على الشرعية وأن الحكم هو الصندوق".
وتابع: "لقد هدد نتنياهو أجهزة الدولة العميقة بحرب أهلية إذا ارادوا إبعاده عن الحكم، نتنياهو إذا شعر أن الأمور ستفلت من يده فسيدعو لحل الكنيست والذهاب لانتخابات رابعة قبل يناير القادم، وبذلك يؤجل محاكمته ويحرم بيني غانيتس من الحصول على منصب رئيس الوزراء".
وأنهى الرقب حديثه، قائلًا: "لقد أنهى نتنياهو خصومه السياسيين، ولم يعد ينافسه أحد على موقع رئيس الوزراء وكل استطلاعات الرأي تعطي تقدم لليمين وتراجع لحزب أزرق أبيض بعد تفككه، والمنتصر في كل ذلك هو نتنياهو".
وازدادت في الآونة الأخيرة حدة المظاهرات التي ينظمها مواطنون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بالاستقالة وأن يقدم نفسه للمحاكمة بسبب تهم فساد تلاحقه منها خرق الأمانة وتلقي الرشاوى وغيرها، في حين يتهم نتنياهو المعارضة الإسرائيلية بالإشراف الخفي وتنظيم التظاهرات.
فاز نتنياهو الذي يتزعّم حزب الليكود (يمين) في الانتخابات الأخيرة في مارس/آذار، وشكّل في أعقاب ذلك حكومة ائتلافيّة مع منافسه الوسطي بيني غانتس، من أجل إخراج البلاد من أطول أزمة سياسيّة في تاريخها.
ونتنياهو متّهم بالفساد واختلاس أموال وخيانة الثقة في سلسلة من القضايا، ليصبح بذلك رئيس الوزراء الوحيد في تاريخ إسرائيل الذي يتمّ اتّهامه خلال فترة ولايته.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخرا، التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والإمارات برعاية أمريكية، قائلا على حسابه الرسمي بـ"تويتر": "انفراجه كبيرة اليوم! اتفاقية سلام تاريخية بين صديقينا العظيمين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".
كما أعلن ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن الاتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، على وقف خطة إسرائيل لضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، فيما قال نتنياهو في تغريدة: "إنه يوم تاريخي".