ونفى، أشرف محيي الدين، مدير عام منطقة آثار الهرم، في تصريحات نقلتها صحيفة "الشروق" المصرية، وجود أي أعمال حفر أو إنشاءات لطرق داخل هضبة الأهرامات الأثرية على الإطلاق.
وقال محيي الدين "مشروع تطوير هضبة الأهرام انتهى منذ 2019، وسيتم افتتاحه في عام 2021".
وأوضح بقوله "طبقا لمشروع التطوير، سيتم تخصيص سيارات كهربائية صديقة للبيئة لنقل الزائرين، حيث سيمنع دخول الحافلات السياحية في المنطقة الأثرية للمحافظة على البيئة العامة والآثار، ولن يسمح المجلس الأعلى للآثار بأية انشاءات تضر أو تتعدى على الأثر".
وقال المسؤول المصري "أي خبر يتداول عن شق طرق داخل منطقة الأهرامات الأثرية هو عار تماما من الصحة، فلا توجد أية أعمال تتم داخل المنطقة الأثرية، وأية أعمال تتم خارج المنطقة الأثرية هي أعمال تمهيدية فقط".
وأتبع بقوله "أما الطريق الآخر المشار إليه في الصور المنشورة، والذي يتضمن وجود أشجار، فهو في أراضي أهالي خارج المنطقة الأثرية والأعمال به تمت تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار".
وكانت تقارير صحفية قد تطرقت إلى معارضة العلماء لشق طريقين سريعين عبر هضبة الأهرامات، خارج القاهرة.
يرجع موقف الخبراء في الأساس إلى كون الأهرامات، المقصد السياحي الأبرز في البلاد والعجيبة الوحيدة الباقية من بين عجائب العالم القديم السبع، والهضبة مسجلة كموقع للتراث العلمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
ونقلت وكالة "رويترز" عن سعيد ذو الفقار المسؤول السابق باليونسكو، بعد زيارة للطريق السريع الجنوبي قبل شهرين، قوله: "اندهشت مما رأيته. كل ما قمت به من عمل على مدى 25 عاما أصبح الآن محل تساؤل".
ترأس ذو الفقار في منتصف التسعينات حملة لوقف بناء الطريق الشمالي، وهو أحد امتدادات أول طريق دائري بالقاهرة. وقالت اليونسكو إنها طلبت أكثر من مرة معلومات تفصيلية عن الخطة الجديدة وطلبت إرسال بعثة مراقبة.
فيما قال عالم مصريات خبير بالمنطقة: "الطريق (الجنوبي) يمر عبر مقابر أثرية لم تكتشف بعد للأسرة الثالثة عشرة التي لا توجد معلومات كثيرة عنها، وعلى بعد خطوات من هرم بيبي الثاني وهرم خنجر ومصطبة فرعون".
ونقلت "رويترز" عن أحد خبراء المصريات قوله إن تماثيل أثرية وبلوكات حجرية منقوشة بالهيروغليفية بدأت تظهر منذ بدء العمل في الطريق السريع، فيما أوضحت وزارة الآثار أن "هذه القطع عثر عليها داخل قطعة أرض يمتلكها أحد المواطنين أثناء إقامة مشروع بالمنطقة".
وفي نفس السياق، قال عالم المصريات البريطاني، ديفيد غيفريس، إن الطريق الجديد حاليا يقترب من المناطق التجارية للمدينة القديمة –منف- وجدران ميناءها والموقع السابق لمقياس قديم للنيل كان يستخدم لقياس الفيضان السنوي.
من جانبه رد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري قائلا: "الطريقان هامان للغاية للتنمية، للمصريين، للداخل المصري. نحن نهتم تماما بمواقعنا الأثرية في جميع أنحاء مصر".
وأضاف أن الطرق الحالية أكثر قربا من الأهرامات وتنقل الكثير من الحافلات السياحية، متابعا: "لهذا نقوم بتطوير كثير" في إشارة إلى خطط لاستخدام حافلات سياحية تعمل بالكهرباء داخل الهضبة لتجنب التلوث.