ودعت عدة دول، من بينها روسيا الاتحادية وفرنسا، طرفي الصراع إلى ضبط النفس. كما أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، محادثة هاتفية، أشارا خلالها إلى أنه من المهم بذل كل جهد ممكن لمنع التصعيد في قره باغ.
فمن المستفيد من هذه الحرب ومن وراء إشعالها، ومن يستطيع إطفاءها؟
يقول المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو: "إن أرمينيا هي التي بدأت هذه الحرب، وإن قره باغ تقع تحت الاحتلال الأرميني، لذلك تركيا قالت إنها مع أذربيجان لاستعادة أراضيها، وأرمينيا لا تعترف بقرارات الأمم المتحدة، وهي التي بدأت بالتصعيد من خلال الهجوم المباشر على المدنيين، وتحاول أن تلقي اللوم على تركيا بأنها تدعم أذربيجان عسكريا، وإذا ما لزم الأمر واستمرت الهجمات الأرمينية على أذربيجان فتركيا جاهزة أن تكون في الميدان، لأن أذربيجان تم الاعتداء عليها وهي لم تحتل أراضي أرمينيا، وفشلت كل المحاولات الدبلوماسية والسياسية والقرارات الأممية على مدى أكثر من ثلاثين عاما، كما أن هناك اتفاقية عسكرية بين تركيا وأذربيجان، وتركيا لا يمكن أن تخذل من اعتمد عليها ووقع معها هذه الاتفاقية، لذلك على أرمينيا أن لا تعلب بالنار وتنسحب من قره باغ وإلا سيكون هناك ما يلزم".
فيما تحدث الخبير في الشؤون الإقليمية الدكتور سركيس بورنزسيان: "إن وجود تركيا في هذه المنطقة هوليس لتطبيق القوانين الدولية، فإقليم قره باغ هو إقليم يتمتع بالحكم الذاتي منذ كان ضمن المنظومة السوفييتية وأغلبية السكان هم من الأرمن قرروا ألا يبقوا تحت سيطرة أذربيجان وهذا نتيجة لاستفتاء شعبي حصل عام 1991. الرئيس التركي سعى إلى مد نفوذه إلى منطقة أخرى إلى جنوب القوقاز، وهذا يوضح بأن تركيا تملك استراتيجية للتعامل مع الملف الأرميني الأذري من مبدأ الدخول كلاعب في الصراع وليس كوسيط، وبالتالي الانتقال من النفوذ الإقليمي إلى النفوذ الدولي، والهدف الآخر هو أن تركيا تسعى لتأسيس قاعدة عسكرية في أذربيجان بتنسيق مع إسرائيل، فماذا يفعل الأتراك في شمال العراق والصومال وليبيا وقطر وشمال سوريا، فهناك تمدد ورغبة بإحياء السلطنة العثمانية".
إعداد وتقديم نزار بوش
يمكن الاستماع غلى الحلقة كاملة في الرابط الصوتي