وتقول شبكة "إن بي آر" الإخبارية الأمريكية إن جنوب أفريقيا تخلت عن قنابلها النووية بعد تصنيعها، في أواخر القرن الماضي، مشيرة إلى أن ما قامت به شيء نادر لكنه وارد الحدوث.
وتقول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إن جنوب أفريقيا، في حقبة العنصرية، كانت تمتلك كل المقومات الضرورية لتطوير برنامج أسلحة نووية سرية، وتضيف: "امتلاك أي دولة للمواد الانشطارية يمثل 50 في المئة من السر النووي".
وتعد عملية فصل اليورانيوم 235 من اليورانيوم 238 بمثابة الخطوة المحورية في إنتاج المواد الانشطارية.
ويتم فصل اليورانيوم 235 من اليورانيوم 238 بواسطة عملية كيميائية في منشآت بحجم مصانع السيارات وهو ما يجعل عملية إخفائها في غاية الصعوبة.
وتابعت المجلة: "كانت في جنوب أفريقيا نظام سلطوي لديه صناعة عسكرية ضخمة ومتطورة، إضافة إلى امتلاكه خام اليورانيوم اللازم لصناعة القنبلة النووية بكميات وفيرة".
وتضيف: "استطاعت جنوب أفريقيا تطوير برنامجها النووي مثل بقية الدول النووية في العالم، لكنها في نهاية الأمر تخلت عنه وقامت بتفكيك قنابلها النووية".
وكانت بداية البرنامج النووي في جنوب أفريقيا عام 1948 عندما تم تأسيس مجلس للطاقة الذرية، واستطاعت عام 1957 أن تحصل على مفاعل نووي بحثي من الولايات المتحدة الأمريكية تحت غطاء برنامج نووي سلمي.
لكن هذا المفاعل تحول إلى مركز سري لتخصيب اليورانيوم منذ عام 1961 وكان أولى خطوات امتلاكها لسلاح نووي في وقت لاحق، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن امتلاك جنوب أفريقيا لخام اليورانيوم وفر عليها 50 في المئة من مسيرة الحصول على سلاح نووي لأن النسبة الباقة اللازمة لاستكمال البرنامج تتمثل في الحصول على تقنيات صناعة واختبار سلاح نووي قادر على ضرب الأهداف المحددة له.
وتقول المجلة: "استطاعت جنوب أفريقيا الحصول على القنابل النووية، لكن مع بداية حكم نيلسون مانديلا، الذي أنهى حقبة العنصرية في البلاد تم تفكيك برنامج جنوب أفريقيا النووي".