وكان لتلك الحرب، دور محوري في التأثير على السياسات الدولية في المنطقة، وجعلت الولايات المتحدة الأمريكية تضع الصراع العربي الإسرائيلي على رأس أجندتها الخاصة بالشؤون الخارجية، بحسب موقع "ناشيونال سيكيوريتي أرشيف" الأمريكي.
وكشفت وثائق الأرشيف الأمريكي، التي تم الكشف عنها في وقت لاحق، أن تلك الحرب، سلطت الضوء على توجهات مصر وسوريا، والعلاقة بين الدول الكبرى، والفشل الاستخباراتي الإسرائيلي والأمريكي في التنبؤ بوقت اندلاعها.
وكانت حرب السادس من أكتوبر هي الحرب الرابعة بين العرب وإسرائيل، وكانت بدايتها عندما أطلق نحو 2000 مدفع تابع للجيش المصري وابلا من القذائف، باتجاه القوات الإسرائيلية على الضفة الشرقية لقناة السويس.
وتقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن "حرب السادس من أكتوبر غيرت مجرى التاريخ، عندما جعلت الجيش الإسرائيلي، الذي أظهر ثقة زائدة بالنفس، في موقف دفاعي، يسعى فيه لحماية دولته الوليدة".
وتابعت: "انطلقت الحرب على جبهتين في آن واحد، وطرحت عدة أسئلة مازالت قائمة حتى الآن، حول الوضع العسكري في تلك الحرب، التي شاركت فيها مصر وسوريا".
وتقول المجلة الأمريكية: "هناك أسئلة حول تلك الحرب عنوانها: ماذا لو واصلت الدبابات السورية طريقها نحو حيفا وتل أبيب؟... وماذا لو واصلت مصر دفع قواتها نحو جنوب إسرائيل؟".
الأسلحة السوفيتية في الجيش المصري
كانت إسرائيل تعتمد في تلك الحرب على تفوق قواتها الجوية وتحقيق الهيمنة الكاملة على جبهات القتال واستخدام الطائرات ضد دبابات الجيوش العربية، لكن تلك الجيوش تغلبت على فارق التسليح بكم هائل من الصواريخ السوفيتية المضادة للطائرات (أرض - جو) والمدفعية المضادة للطائرات.
واستطاع الجيش المصري بواسطة تلك الأسلحة السوفييتية، أن يغير قواعد الاشتباك مع الإسرائيليين، فبدلا من استخدام الطائرات الحربية لتدمير بطاريات الصواريخ، أصبحت تلك الطائرات مثل "فانتوم" و"سكاي هوك" الأمريكيتين، في انتظار قيام الدبابات بتلك المهمة لتستطيع التحليق في سماء المعركة.
بدأت مصر حرب أكتوبر ضد إسرائيل، بعد بناء قوة جوية هائلة، تضم نحو 620 طائرة حربية، وأكثر من 100 مروحية، بحسب موقع "غلوبال سيكيوريتي" الأمريكي، الذي أشار إلى أن تلك القوة كانت تضم 220 طائرة مقاتلة طراز "ميغ 21"، و200 طائرة مقاتلة وقاذفة طراز "ميغ 17"، و120 طائرة مقاتلة وقاذفة طراز "سو 7"، و18 طائرة قاذفة طراز "تو 16"، إضافة إلى 10 طائرات قاذفة طراز "إيل 28".
وشملت القوة الجوية المصرية 40 إلى 50 طائرة طراز "إيل 14" و"إي إن 12" للنقل العسكري إضافة إلى ما بين 100 إلى 140 مروحية طراز "مي 1، 4، 6، 8".
وكانت مقاتلات "ميغ 21" التي يستخدمها الجيش المصري مسلحة بصواريخ "جو - جو" ومدافع رشاشة عيار 23 مم، بينما تم تجهيز طائرات "ميغ 17" و"سو 7" بالقنابل لشن هجمات ضد الأهداف الأرضية، إضافة إلى امتلاكها مدافع رشاشة، بينما تم الاعتماد قاذفات "تو 16" لشن هجمات صاروخية ضد أهداف أرضية من الجو.
- صواريخ سام 6
تعد هذه الصواريخ الروسية أهم سلاح في حرب أكتوبر والذي حقق لمصر الانتصار الكبير، حيث تتميز هذه الصواريخ بقدراتها الكبيرة على المناورة ضد الأهداف الجوية مهما بلغت سرعتها أو قدرتها على المناورة.
وتعد هذه المنظومة متوسطة المدى ذاتية الحركة التي تعمل على تأمين مسرح العمليات العسكرية بالكامل على مختلف الارتفاعات الجوية بداية من الشديدة الانخفاض وحتى الشاهقة منها وتقوم بتوفير مظلة دفاعية للقوات البرية المتقدمة.
واستطاع الجيش المصري بناء درع صاروخي ضخم قبل اندلاع حرب أكتوبر، تسبب في إسقاط عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية في الأيام الأولى للحرب.
وكان الدرع الصاروخي المصري يضم نحو 150 كتيبة صواريخ، و2500 مدفع مضاد للدبابات، بحسب موقع "ديفينس جورنال" الأمريكي.
في بداية الحرب استطاعت تلك الصواريخ تأمين القوات البرية المصرية، خلال عملية العبور إلى شرق قناة السويس وإقامة رؤوس الكباري، كما أمنت تلك القوات لمسافة حوالي 10 كم شرقي القناة.
- صواريخ بيتشورا
هو صاروخ أرض — جو سوفييتي الصنع، وقد صمم هذا البرنامج للتغلب على أوجه القصور في صواريخ SA-2، التي تعمل على ارتفاعات منخفضة، بسرعات أقل، مع وجود استجابة أكثر فعالية للأجهزة الإلكترونية نظام ضد القياس.
ويضمن نظام بيتشورا الصاروخي المضاد للجو التصدي لكافة وسائل الهجوم الجوي، فبوسعه التصدي بفعالية كبيرة مقارنة بالأنظمة الصاروخية المضادة للطائرات الآخرى والأهداف الصغيرة الحجم والتي تحلق على ارتفاعات منخفضة.
- منظومة "ستريلا" الدفاعية
يعد هذا السلاح من أهم الأسلحة المستخدمة في حرب أكتوبر، وهو ﺻﺎﺭﻭﺥ ﻣﺤﻤﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﻒ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﺃﺭﺽ — ﺟﻮ ﻣﻀﺎﺩ ﻟﻠﻄﺎﺋﺮﺍﺕ، ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ.
- منظومة "شيلكا"
منظومة "شيلكا" الروسية هي منظومة دفاعية جوية ضد الأهداف المنخفضة بغرض إجبارها على الارتفاع لكي لا تدخل مجال صواريخ الدفاع الجوي.
- صاروخ إس 75 — دفينا
صاروخ سوفييتي يستخدم لإطلاق الصاروخ الاعتراضي على طائرة العدو، حيث استخدم الصاروخ الدفاعي لأول مرة من قبل الاتحاد السوفييتي سنة 1957.
- صواريخ "ساغر" المضادة للدبابات
فوجئت تلك الدبابات الإسرائيلية بسلاح مصري صغير، لم تكن الاستخبارات الإسرائيلية على علم بوجوده مع القوات المصرية، ألا وهو المدفع المحمول المضاد للدبابات "ساغر"، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
وفوجئت القوات الإسرائيلية بأن الجنود المصريين نقلوا "ساغر" داخل سيناء، ونصبوه في أماكن عديدة لمواجهة أي هجوم بالدبابات الإسرائيلية.
وأوضح المؤرخ الإسرائيلي أن "ساغر"، كان سلاح سوفييتي حينها حديث، ويبدو أن مصر حصلت عليه قبل حرب أكتوبر بفترة قصيرة، مشيرا إلى أن هذا كان "قصورا" استخباريا خطيرا من إسرائيل.