وكان الرسم حلما يراوده فبدأ من المدرسة يرسم زملاءه ويرسم كل ما يجول في خاطره، وكان يخطط لدراسة الرسم إلا أن الوضع المادي حال دون ذلك فأكمل دراسته في الإدارة ولم يحالفه الحظ في إيجاد وظيفة بعد تخرجه من الجامعة لكن كل هذه الصعوبات لم تقف في وجه موهبته وطموحه.
بدأ محمود مشوار الرسم من غرفته الصغيرة في مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية وما لبث إلا أن بدأ يعرف من خلال لوحاته التي يعرضها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعجب كل من يشاهدها، فزاد الطموح نحو المشاركة في معارض محلية ودولية وعمل على تسخير فنه لتحقيق أهدافه وإيصال رسائله ليجد نفسه أمام أعمال تجلت فيها روح الفن التشكيلي بكل ألوانه الواقعي والتجريدي وثلاثي الأبعاد وغير ذلك، وانطلق أبو دغش يرسم بالزيتي والمائي ليجد نفسه أكثر قدرة وجرأة في ألوان الرصاص والحبر الجاف حيث تخصص في فن رسم الوجوه بكل تفاصيلها.
شارك أبو دغش في معارض عديدة نظمتها مؤسسات أهلية ومجتمعية وممن يمثلهم من فئة ذوي الإعاقة فأوصل رسائلهم وأظهر معاناتهم وكذلك فقد شارك بلوحات عن واقع الحياة والطبيعة والتراث والوطن.
صعوبات عديدة واجهت أبو دغش منها قلة الدعم وعدم موائمة كثير من المعارض لتحركات ذوي الإعاقة فضلا عن عدم توفر الألوان وريش الرسم الخاصة التي كانت تضطره لشرائها من الخارج، وبالرغم من هذه الصعوبات استطاع جعل الرسم مهنة توفر له دخلا جيدا وضمانا من حاجة الناس.
ويأمل الرسام الفلسطيني محمود أبو دغش بتحقيق حلمه في المشاركة في معارض دولية ليتسنى له التعرف على أعمال فنانين آخرين والاستفادة من تجاربهم وإيصال رسائل ذوي الإعاقة وكذلك رسالة الوطن والقضية.