هذه الغابات التي بدأت بالتراجع منذ أن بدأت الحرب على سوريا ففي ظل انقطاع المحروقات ومشتقات البترول والتقنين في الكهرباء لجأ البعض لقطع هذه الأشجار للتدفئة، ومنهم من اتخذ سرقة وقطع هذه الأحراج وبيعها في السوق السوداء مهنة له.
كما قام البعض الاخر بصناعة الفحم من هذه الأشجار، ليس هذا فحسب بل كانت تقطع الاشجار ويؤخذ منها ما يصلح للتدفئة وصناعة الفحم وتترك الأغصان الدقيقة والأوراق مرمية في أرض الغابة. هذه الأغصان مع تراكم السنين أصبحت وقودا سريعا ساهم بشكل كبير في انتشار الحرائق وعدم السيطرة السريعة عليها.
في هذا الشهر شبت عشرات الحرائق في غابات الساحل السوري الشرقية في وقت واحد مع وجود رياحا شرقية ساعدت على زحف النيران باتجاه الغرب من الجبال، قال الخبراء أن سوريا لأول مرة تشهد مثل تلك الحرائق المدمرة فقد التهمت النيران الغابات والثروة الحيوانية وقتلت خصوبة التربة وأثرت على السياحة في سوريا وهي تتركز في جبال الساحل السوري.
وليد عواد مهندس زراعي من طرطوس شاهد عيان على دمار مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية والغابات قال إن :"نتائجها كارثية على مستوى السياحة والبيئة والزراعة وأهم شئ أن الغابات والأوراق التي كانت تتساقط منها كانت تحمي تربة الجبال من الانجراف وبالتالي فإنها ستضعف خصوبة الأرض وستنكمش مساحة المناطق التي يمكن زراعتها".
وأكد وليد عواد على أهمية زيادة الوعي وحماية الغابات من أجل إعادة تأهيل هذه المناطق الزراعية والحفاظ عليها.
التفاصيل في الملف الصوتي