وبحضور عدد من رجال الدين من مختلف الطوائف والأديان وأعضاء في مجلس الشعب وممثلين عن الفعاليات الحكومية السورية، ردد المحتجون هتافات تدين الدور السلبي الذي تلعبه أنقرة في إذكاء الصراع بين البلدين، من خلال ضلوعها بإرسال مرتزقة بعد تدريبهم في الأراضي الخاضعة لسيطرتها بالشمال السوري، بهدف ترجيح كفة أذربيجان في النزاع الدائر.
إحدى الحاضرات أكدت لمراسل "سبوتنيك" أن "مختلف الطوائف السورية تشارك اليوم في هذه الوقفة لدعم حق ارتساغ الأرمنية (قره باغ) باستقلالها وإيقاف الحرب الجائرة التي تدور بين أرمينيا وأذربيجان بدعم مباشر من تركيا عن طريق تصدير الأسلحة والإرهابيين من جميع الدول ونقلهم إلى أذربيجان".
ودعا السوريون من أصل أرميني إلى الوقف الفوري للنزاع واحترام القوانين الدولية وحقوق الإنسان، وعبروا عن رفضهم للسياسة الخارجية الرعناء التي يتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي تسببت بمعاناة كبيرة للمدنيين في سوريا وليبيا والعراق، وتمتد اليوم إلى إقليم قره باغ حيث تمعن الميليشيات المسلحة المدعومة من أنقرة في القتل والتدمير.
وبحسم كبير، شددت إحدى المشاركات بالاحتجاج لـ"سبوتنيك" على أن "الأرمن لن يسمحوا بتكرار تاريخ المذابح التركية العثمانية بحقهم، ولا تكرار الإرهاب الذي مارسته أنقرة بأدواتها من المرتزقة على الأراضي السورية"؛ ويتخوف السوريون من أصول أرمينية من تكرار الإبادة الجماعية التي نفذها العثمانيون بحق أبناء جلدتهم خلال الحرب العالمية الأولى عبر مجازر دموية وعمليات ترحيل قسري، حيث بلغ عدد الضحايا بحسب بعض الباحثين 1.5 مليون أرميني؛ ولم تغب عن بالهم أيضا بشاعات الحرب والإجرام وسفك الدماء التي ارتكبتها الجماعات المسلحة التركمانية المدعومة من قبل أنقرة بحق السوريين على مدى السنوات العشر الماضية.
بدورها، عبرت موسكو في مناسبات عدة عن رفضها نقل مقاتلي التشكيلات المسلحة غير الشرعية من عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى منطقة قره باغ مطالبة بالسحب الفوري لهذه المجموعات، كما دعت كل من أرمينيا وأذربيجان إلى التهدئة والجلوس لطاولة الحوار.
يذكر أن الاشتباكات العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان تجددت في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، في واحدة من أعنف جولات الصراع المستمر منذ نحو ثلاثة عقود، وسط اتهامات متبادلة ببدء القتال واستقطاب مسلحين.