وفي حديث خاص لـ "سبوتنيك" بدمشق، بيّن عبد الهادي أن التطبيع هو انتقال من موقع داعم لحق الشعب الفلسطيني إلى موقع مؤيد للاحتلال، مشيراً إلى أن المبادرة العربية للسلام كانت واضحة حيث نصت على انسحاب اسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من حزيران في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وجنوب لبنان وعندها يمكن إقامة التطبيع.
وأوضح مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير "أن التطبيع يجري حاليا في ظل استمرار اسرائيل بسياستها الإجرامية والتهويد والاستيطان وقلع الأشجار والتنكيل بالشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الشعوب العربية هي من يجب أن تحاسب حكوماتها المطبّعة، وتابع بالقول "نحن كشعب فلسطيني، مستمرون في النضال والتّمسك بالحقوق التي تقرها الشرعية الدولية والتي نراها حد أدنى من حقوقنا التاريخية".
كما بيّن عبد الهادي أن حل الدولتين المبني على أساس الشرعيّة الدولية هو ما تسعى إليه منظمة التحرير الفلسطينية، لكن الاحتلال الاسرائيلي من خلال ممارسته على الأرض يقضي على الحل، لافتاً إلى أن اسرائيل تريد السلام مقابل السلام "سلام اقتصادي"، بمعنى تقديم مشاريع اقتصادية واستثمارات للفلسطينيين ويبقى للاحتلال الاسرائيلي السيادة والسيطرة الأمنية على كل الأراضي الفلسطينية، وهذا مرفوض تماماً من جانب الشعب الفلسطيني ولا يمكن القبول به، ويتوجب على المجتمع الدولي والعالم الذي يسمي نفسه (حر) التحرك والضغط على الكيان الصهيوني للانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، وإلا فنحن طريقنا المقاومة والنضال ولا يوجد أمامنا أي طريق آخر.
وحول دعم موسكو للقضية والشعب الفلسطينيين، أكد مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير أن علاقة منظمة التحرير مع روسيا الاتحادية والاتحاد السوفيتي سابقا تعتبر علاقة استراتيجية، لافتاً إلى أن روسيا دولة تحترم المبادئ والقانون والشرعية الدولية وتدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وأضاف أن الاتحاد السوفيتي تاريخيا قدم الدعم للشعب الفلسطيني، واستمرت روسيا الاتحادية في هذا الدعم بزعامة الرئيس فلاديمير بوتين الذي أعاد التوازن على الساحة الدولية، وأنهى حالة القطب الأوحد الذي سيطر على العالم قابة العشرين عام.
وقال عبد الهادي "نحن واثقون من أن روسيا ستستمر بالوقوف إلى جانب حرية الشعوب، وإلى جانب حق الشعب الفلسطيني"، منوهاً إلى أن موسكو تسعى جهدها لدفع عملية السلام على أساس الشرعية الدولية، وتؤيد عقد مؤتمر دولي للسلام بداية العام المقبل تحت مظلة الأمم المتحدة لإنجاز حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، والذي دعا إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما عبرت روسيا عن حرصها على إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني حيث قدمت كل الدعم للمضي قدما في هذا الملف من خلال الاجتماعات التي عقدت مؤخراً في موسكو مع الفصائل الفلسطينية، مؤكدا أنه قريباً سيبدأ الحوار في القاهرة وسيكون تتويجه في موسكو.
يذكر أن سفير روسيا لدى سوريا ألكسندر يفيموف، شدد في وقت سابق خلال لقائه السفير أنور عبد الهادي في مقر السفارة الروسية بدمشق على دعم بلاده مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام للوصول لحل القضية الفلسطينية، ووقوف بلاده إلى جانب الحق الفلسطيني في الحصول على الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية واستمرار العمل لإحياء عملية السلام وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات على أساس الشرعية الدولية.