جاء ذلك في مقال لـ "يوسي ميلمان" المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، تعقليقا على ما نُشر حول اغتيال الموساد (عبد الله أحمد عبد الله) الملقب بـ أبو محمد المصري المسؤول رقم "2" في تنظيم القاعدة الإرهابي بطهران.
وأضاف أن تنظيم القاعدة وقادته لم يكونوا يوما على رأس أولويات الاستخبارات الإسرائيلية، لذا من المحتمل أن تكون عملية الاغتيال التي وقعت قبل ثلاثة أشهر، قد نفذت بناء على طلب السي أي إيه.
واعتبر ميلمان أن عمليات الموساد ضد التنظيم اقتصرت على إحباط مخططاته ضد إسرائيليين وأهداف يهودية في العالم.
وتابع: "بشكل عام ضعف القاعدة بشكل كبير في السنوات الأخيرة وأصبح غير نشط تقريبا، وقتل العديد من قادة التنظيم، أعضاء الجيل المؤسس بأفغانستان، في اغتيالات. وكان من بينهم أسامة بن لادن، الذي قُتل في عملية أمريكية في باكستان عام 2011، وابنه حمزة الذي كان من المقرر أن يخلفه وقتل العام الماضي على يد القوات الأمريكية على الحدود الأفغانية الباكستانية".
وقال إن المصري لعب دورا صغيرا وثانويا في هجوم عام 2012 الذي استهدف سياحا إسرائيليين في فندق بارادايس بمدينة مومباسا في كينيا، حيث قُتل ثلاثة مواطنين إسرائيليين و13 كينيا في الجهوم.
واعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي أنه من الصعب التصديق أن الموساد كان سيخصص الموارد والقوى البشرية لمطاردة واغتيال المصري بسبب مشاركته الثانوية في هجوم مومباسا.
وأضاف "وهكذا، على ما يبدو، قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتشغيل الموساد على مستوى مقاول من الباطن للمساعدة في مطاردة مسؤول القاعدة".
وأكد ميلمان أن استجابة الموساد للـ "سي أي ايه" هي دليل آخر على العلاقات الوثيقة بين الوكالتين، وأنهما تعملان معا بشكل وثيق ليس فقط في جمع المعلومات، وتحليل وتمرير تقييمات الاستخبارات، ولكن أيضا في العمليات الميدانية المشتركة.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلت عن مسؤولين بالمخابرات، قولهم إن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة قُتل في إيران، في أغسطس/ آب الماضي، على يد عملاء إسرائيليين بناء على طلب من الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة، أن "رجلين كانا يركبان دراجة نارية في طهران قتلا بالرصاص، عبد الله أحمد عبد الله، الشهير بأبي محمد المصري، قبل ثلاثة أشهر مضيفة أن العملية ظلت سرية منذ ذلك الحين.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة قد قامت بأي دور في قتل المتشدد المصري، مضيفة أن السلطات الأمريكية تتعقب المصري وغيره من أعضاء القاعدة في إيران منذ سنوات.
ويتهم المصري بالمشاركة في التخطيط لتفجير سفارتين أمريكيتين بأفريقيا عام 1998.
ويُنظر إليه باعتباره خليفة الزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري، ووقع تفجير السفارات الأمريكية في كل من مدينتي دار السلام بتنزانيا، ونيروبي بكينيا؛ في وقت واحد وذلك في 7 أغسطس/آب 1998، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثامنة لقدوم القوات الأمريكية للمملكة العربية السعودية.