وأمام تعثر عملية التأليف يزداد الضغط الدولي على لبنان، سواء لناحية العقوبات الأمريكية على شخصيات سياسية بارزة، أو لناحية تلميح باريس إلى إمكانية إلغاء المؤتمر الدولي للبنان أواخر الشهر الحالي والاستعاضة عنه بتقديم مساعدات إنسانية للشعب اللبناني عبر المنظمات غير الحكومية.
ويضيف "العقدة تكمن في المعايير التي تحدث عنها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، أنه عندما سنعطي الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل" امتياز وزير المال شيعي، وعندما نعطي "الحزب التقدمي الاشتراكي" ا
متياز اختيار من يمثله في الحكومة، باسيل كمكون موجود وله أكبر تكتل نيابي يريد أن يتمثل مثله مثل الاشتراكي والثنائي الشيعي، هنا تكمن العقدة، ومن جهته الرئيس سعد الحريري يقول إنه يريد حصر التنسيق بينه وبين رئيس الجمهورية، وهناك عقدة ثانية وهي من سيمثل "حزب الله" في الحكومة، وهل سيمثله تمثيل سياسي كامل أو تمثيل لايت على قاعدة وزير الصحة الحالي".
ويشير خير الله إلى أن "هذه المشاكل تؤدي إلى تأخير التشكيل، ومثل كل الحكومات السابقة نستيقظ صباحاً ونجد أن كل العقد تحلحلت وتألفت الحكومة على قاعدة الأجواء الخارجية مع الأسف، إذا هدأت الأجواء ما بين المحاور المتصارعة إيران وأمريكا سينعكس ذلك إيجاباً على الوضع الحكومي وإذا حدث شد حبال أكثر سينعكس حكماً سلباً على الجو الحكومي".
ويري خير الله أن "الرئيس الحريري لن يعتذر عن تشكيل الحكومة تحت أي ظرف"، مشيراً إلى أن "المبادرة الفرنسية تعرضت لطعنات ولا تزال تتعرض"، معللا ذلك بأن "كل فريق في لبنان أو خارج لبنان يفسر هذه المبادرة كما يحلو له، وأن المكونات التي تشكل الحكومة اليوم متباينة حول تفسير المبادرة الفرنسية".
وإذا يؤكد خير الله أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لا يزال مصراً على إنجاح المبادرة سعياً لمساعدة لبنان عبر مؤتمر سيعقد في باريس لدعم لبنان، ولكن يبدو أن القوى في لبنان غير راغبة في مساعدة فرنسا لأنها لم تساعد نفسها حتى اللحظة.
بدوره يقول عضو "تيار المستقبل" مصطفى علوش لـ"سبوتنيك": إنه "طالما لم نصل إلى واقع تأليف الحكومة والبدء بالبحث عن مخارج لوقف التدهور نبقى في حالة الخطر، ولا شك أن هناك بعض الأمور التي ربما استجدت خلال الأيام الماضية، لكن حسب العادة والتجربة إن لم تعلن الحكومة ويوقع عليها رئيس الجمهورية تبقى الأمور في حالة خطرة".
وعن إمكانية اعتذار الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة يضيف علوش:"الرئيس الحريري ملزم بتقديم تشكيلة حكومية لرئيس الجمهورية، وبعد ذلك يتحمل الرئيس عون المسؤولية".
ويشير إلى أن "الأمور مرتبطة ببعض المفاوضات التي لا تزال قائمة مع رئيس الجمهورية"، منوها، "أظن أن الرئيس الحريري ليس عليه الانتظار أكثر من أيام معدودة لتقديم تشكيلته الحكومية لأن الساعة تشير إلى مرحلة الخطر الداهم".