كما تدعو قطر دول الخليج إلى التعاون مع تركيا من أجل التغيير إلى الأفضل في المنطقة، إذ قال الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني: "لو وضعت دول الخليج فقط يدها بيد تركيا وصدقوا بتحالفهم معها، أجزم أن خارطة العالم كله وليس فقط الشرق الأوسط ستتغير إيجابيا لصالح المسلمين ولصالح شعوب المنطقة وسيكون لنا قرار بصناعة مستقبل العالم والعلاقة مع تركيا أنفع وأكثر مصلحة لهم دينا ودنيا من علاقاتهم مع إسرائيل لو كانوا يعقلون".
فما هي حقيقة الخلافات بين قطر وتركيا من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى؟
يقول الأكاديمي القطري علي الهيل لإذاعة "سبوتنيك":
"إن دول الحصار الأربعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ الخامس من يونيو حزيران2017، هي التي دفعت دولة قطر أن تقوم بمجموعة من الإجراءات على مضد، مثل التحالف الاستراتيجي مع الجمهورية التركية الشقيقة وتقوية العلاقات مع إيران واللجوء إلى التسلح، وقبل هذا التاريخ كانت قطر تتماهى مع أشقائها في مجلس التعاون الخليجي، لكن بعد الحصار تغيرت الأمور وقوت قطر علاقاتها مع طهران لأن دول الحصار لم تبق لها سوى الجهة الشرقية، وقد حاصرتها برا وبحرا وجوا، وقد قرأناه على أنه بمثابة إعلان حرب على دولة قطر، لذلك أتت بالقاعدة التركية إلى قطر".
وأضاف علي الهيل، "كادت دولة قطر أن تغزى من السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وقد كشف عن ذلك الشيخ صباح أحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله، في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ثلاثة أسابيع من نشوب الأزمة الخليجية، وعرفنا أن ترامب أعطى الضوء الأخضر لغزو قطر، لكن وزيري الدفاع الأمريكيين السابقين أقنعا ترامب بالعدول عن رأيه في إعطاء الضوء الأخضر لغزو دولة قطر".
فيما تحدث عضو مجلس الشورى السعودي، محمد آلف زلفة عما هو مطلوب من قطر لعودة العلاقات الجيدة معها:
"لا أعتقد أنه سيكون هناك تقاربا سعوديا وإماراتيا مع تركيا، لطالما بنت تركيا سياستها في عهد أردوغان على طموحات، بتوسيع نفوذها وإحياء مفاهيم الدولة العثمانية، وتريد أن تكون صاحبة الكلمة العليا في كل مكان في العالم العربي، من ليبيا إلى قطر، لذلك لا يوجد أمل بالتقارب، إلا إذا غيرت تركيا من سلوكها، وألا تبدد ثرواتها وثروات قطر في نشر الفوضى في المنطقة باسم الإسلام والاخوان المسلمين".
وأضاف آل زلفة: "إن قطر منذ عشرين سنة تتطلع إلى أمور أكبر من إمكانياتها في خلق المشاكل، ومن تقول أنها تحل هذه المشاكل معتمدة على مال البترول والغاز ودعم الفئات المتطرفة في مصر وليبيا واليمن وأماكن أخرى في الوطن العربي، لأنها تبحث عن دور، وتتحالف مع أشد أعداء الأمة العربية والإسلامية وهما إيران وتركيا ضد أخوانها وأشقائها العرب، لذلك فإن المصالحة مع قطر لن تتم إلا إذا استجابت إلى مطالب أشقائها في الخليج، ومن ثم الكف عن دعم الإرهاب في كل مكان".
إعداد وتقديم: نزار بوش
الحلقة كاملة في الرابط الصوتي.