أكد نقيب الأطباء في لبنان شرف أبو شرف، في حديث خاص لـ"سبوتنيك"، أن "حوالي 400 طبيب هاجروا إلى الخارج بسبب الأزمة الاقتصادية والحبل على الجرار".
وأضاف: "لا شك أن هجرة الأطباء والجسم الطبي سيئة لنا كقطاع طبي استشفائي، خاصة أن لبنان يرتكز عليهم ليعطي صورة أنه مستشفى الشرق، والسبب هو الوضع الاجتماعي الاقتصادي والمعيشي الذي يعاني منه الأطباء بهذه الظروف التي تمنعهم من تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم خاصة أن هناك قسما منهم لديهم أولاد يعلمونهم في الخارج ومجبرون أن يؤمنوا لهم الماديات اللازمة في المدارس والجامعات".
ويوضح أبو شرف أن "قسم كبير من هؤلاء الأطباء لديهم كفاءات عالية تعلمت وعملت في الغرب ويتم قبولهم بسرعة وليس لديهم أي مشكل، ولكن المشكل يرتد علينا في المستشفيات والطبابة والتعليم. طالباً التعاون والتعاضد للحد من هذا النزيف، ولكن هذا الأمر لا يتم إذا لم يتم تأمين الحد الأدنى من التحفيز والمساعدات المالية لهم".
ويشير أبو شرف إلى أن "أموال قسم من الأطباء محجوزين في المصارف اللبنانية ولا يستطيعون تحويلها إلى أولادهم الموجودين في الخارج، فعلى الأقل وضع حوافز سهلة لاستعمال أموالهم في الخارج ومن جهة ثانية دفع أتعاب الأطباء بوقت قريب وليس بوقت بعيد بدل أتعاب العمل الذي يقومون به في المستشفيات، هذه إجراءات بسيطة من الممكن أن تنفذ بسرعة ولا تكلف الدولة الكثير".
وعن تداعيات هجرة الأطباء على القطاع الاستشفائي يقول أبو شرف: "حتى الآن الوضع مقبول لأن عدد الأطباء في لبنان يقدر بحوالي 15 ألف طبيب، وهذا يعني طبيب لكل 300 مواطن وهي من أعلى النسب في العالم، ولكن إذا استمرت الهجرة سنصل إلى أزمة، لأن المشكلة الثانية هي أن قسما لا يستهان به من الأطباء يصاب بفيروس الكورونا المستجد، لدينا 6 وفيات حتى الساعة، و20 طبيبا بقسم العناية الفائقة ولدينا حوالي الـ200 طبيب في الحجر المنزلي، هذه الإصابات تدل على أن الأطباء لا يتوانون بعلاج المرضى ولكن مجبورين أن ندق ناقوس الخطر وأن يعي الجميع أنهم عليهم الالتزام بالتدابير الوقائية إلى أقصى الحدود وأن لا نستهتر وأن نتعاون للحد من الإصابات".
بدوره، يقول الطبيب حسين إسماعيل أخصائي أمراض القلب، لـ"سبوتنيك"، إن "الأسباب التي دفعته للتفكير بالهجرة هي انسداد الأفق الاقتصادي في البلد، بمعنى عدم وجود خطة اقتصادية تخفف عدم اليقين الموجود، لدينا حالة قلق كبيرة خصوصاً أن غياب هذه الخطة تؤثر بشكل كبيرعلى القطاع الصحي، لأنه يعاني وبنفس الوقت هناك قلق عالٍ في القطاع".
ويضيف أن "الأطباء تحديداً والممرضين في الفترة الماضية حصلت معهم إهانة معنوية كبيرة، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي جعل بيئة العمل للطبيب سيئة، فضلاً عن الوضع الأمني المشكوك فيه بعد انفجار مرفأ بيروت وهذا شيء ينطبق ليس فقط على الأطباء إنما على الجميع".