يقول الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء جمال مظلوم، ما يحدث الآن هو محاولة من جانب الكويت لعمل مصالحة خليجية كما تردد أن القمة الخليجية سوف تعقد قريبا، وأعتقد أن الرئيس الأمريكي ترامب ومن خلال علاقاته الخفية مع الدوحة أراد مساعدة قطر بإنهاء عزلتها قبل رحيله عن البيت الأبيض، وهذا ما دفعه لإرسال كوشنير بشكل خاص إلى الخليج.
متى تتم المصالحة؟
وأضاف لـ"سبوتنيك"، من وجهه نظري أن الاتصال تم مع السعودية ولم تمانع في ذلك ولكن بشروط، أما بالنسبة للإمارات فأعلنت خارجيتها عن عدم ممانعتها للمصالحة بشرط أن يكون هناك حل للمشكلات التي كانت سببا في تلك الأزمة ولا يتم الرجوع فيها من جانب قطر".
ويضيف مظلوم، "ليس هناك مانع لدى الدول الأربع أن تكون هناك مصالحة، لكن متى تتم تلك المصالحة؟ هذا الأمر يتوقف على موافقة والتزام الطرف الثاني، وهذا ما أراه في مواقف كل الدول الخليجية".
وأكد الخبير الاستراتيجي أن قطر ومن قبل مجىء المبعوث الأمريكي والمبادرة الكويتية الأخيرة ترحب بالمصالحة لأنها المتضرر الأكبر من تلك الأزمة، ومن وجهه نظري ورغم كل ما قيل وما صدر من بيانات رسمية عن كل الأطراف وهدوء الخطاب الإعلامي، إلا أنني أرى أن المصالحة لن تتم، لأنه يجب أن يكون هناك التزام قاسي على قطر للتنفيذ، نعم هناك قبول للمصالحة ولكن هناك 13 شرط وضعتها دول المقاطعة يجب تنفيذها جميعا دون نقصان لشرط واحد.
الشروط المسبقة
واستطرد: "الدول الخليجية لا تمانع في المصالحة منذ اليوم الأول للأزمة ولكن هناك شروط مسبقة وضعتها وغير مستعدة للتنازل عن أي منها، فما الذي نفذته الدوحة من تلك الشروط، وكل الأجواء التي تتحدث عن المصالحة لا تستند إلى أي واقع على الأرض".
وأشار مظلوم إلى أن الأوضاع الحالية في العالمين العربي والإسلامي غير متماسكة، حيث إن التعاون الخليجي يسير نحو الانهيار وكذلك التعاون العربي والإسلامي.
وحدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، يوم الثلاثاء، متطلبات اتفاق المصالحة الخليجية التي تقودها دولة الكويت، مشيرا إلى ضرورة أن "تقوم المصالحة الخليجية على أساس مبادئ محددة".
وقال شكري، في مقابلة أجرتها معه قناة "TEN" المصرية،"هناك تطور حدث خلال الأيام الماضية، بوجود إطار للتفاهم لحل القضايا التي أدت إلى هذا الوضع، ونحن دائما على استعداد للتعامل بإيجابية في كل ما يحقق التضامن العربي ويزيل أي قدر من التوتر".
وأضاف الوزير المصري:
"نحن نثمن كثيرا الجهود المشكورة التي تبذلها دولة الكويت وسمو أمير الكويت الحالي والمغفور له سمو الأمير صباح في الماضي، هي كلها جهود تصب في إطار المصلحة العربية المشتركة ودائما كانت مصر متفاعلة بإيجابية معها".
وشدد شكري، على ضرورة أن يكون اتفاق المصالحة المنشود شاملا ويراعي كافة العوامل التي أدت إلى هذه الأوضاع وأن يضمن لمصر ودول الرباعية أن يكون هناك تقدير لأهمية وتكريس المبادئ الخاصة بالعلاقات ما بين الإخوة"، مشيرا إلى أهمية "عدم التدخل في شؤون الداخلية والعمل على مراعاة مصالح الشعوب وعدم محاولة زعزعة استقرارها".
أجواء مضطربة
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير جمال بيومي، إن الرباعية المقاطعة لقطر حددت شروطها للمصالحة مع الدوحة، والأمر يتوقف على الاستجابة القطرية لتلك الشروط.
وأضاف لـ"سبوتنيك"، إن توقيت الحديث عن تلك المصالحة يأتي في أجواء عربية مضطربة، معظم الدول العربية تعيش في مشكلات، العراق، سوريا ولبنان، اليمن والعراق والصومال وليبيا، لكنني أؤيد أي خطوات نحو التهدئة وأن تكون تلك الخطوات مثار للبحث والنقاش.
وأشار مساعد وزير الخارجية، إلى أنه ومع أجواء التهدئة علينا البحث عن دور لقطر، بأن نقوم بتشجيعها للقيام بأي دور ونقارنها بـ "مالطا" والتي بها واحد من أعظم المعاهد الدبلوماسية في العالم، حيث يتم عقد المؤتمرات وتقديم المبادرات وتبادل الزيارات بين الدبلوماسيين في العالم.
وأكد بيومي أنه لا يمكن قبول المصالحة مع قطر من أي من الدول العربية الأربع، في الوقت الذي لا تزال الأبواق الإعلامية الممولة رسميا تنتهك كل الأعراف والمواثيق ولا تراعي الجوار أو الانتماء، لا أعتقد أن أحدا يمكن أن يقدم مثل تلك التنازلات.
وكان أمير دولة الكويت نواف الأحمد الصباح، قد أعلن عن:
"إجراء مفاوضات مثمرة ضمن جهود تحقيق المصالحة الخليجية، معربا عن "سعادته باتفاق حل الخلاف بين الأشقاء، والحرص على التضامن الخليجي والعربي".
وأعلنت الدول الأربع (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر)، في يونيو/ حزيران 2017، قطع علاقاتها مع قطر وفرض إغلاق عليها، ووضعت 13 شرطا للتراجع عن إجراءاتها وقطع العلاقات، فيما أعلنت الدوحة رفضها لكل ما يمس سيادتها الوطنية واستقلال قرارها، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للحوار على قاعدة الندية واحترام السيادة.