وبدأ تاريخ المسجد النبوي مع الإضاءة منذ تأسيسه عبر سعف النخيل والذي كان الوسيلة الوحيدة المستخدمة آنذاك، بحسب تقرير لبوابة "أخبار اليوم" المصرية.
لكن تحولا جديدا طرأ في العام التاسع من الهجرة، عندما أضاء الصحابي تميم الداري المسجد بقناديل الزيت والتي ظلت مستخدمة لحين حدوث التحول الأكبر.
برفقة مدير مكتبه محمد علي شتان توجه وزير التموين المصري أحمد باشا حمزة عام 1947 إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، إلا أنهما لاحظا لدى توجهما إلى المسجد النبوي الشريف لزيارة قبر الرسول أن المسجد لا يزال يضاء بقناديل الزيت البدائية ذات الإضاءة الخافتة، وفق ما يقوله الباحث الأثري حسين دقيل، المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية.
قرر الوزير المصري لدى عودته إلى القاهرة إنارة المسجد النبوي، فاشترى على نفقته الخاصة المحولات الكهربائية والأسلاك والمصابيح اللازمة، وأرسلها إلى المدينة المنورة، مع عدد من المهندسين والفنيين، تحت إشراف مدير مكتبه.
استمرت عملية التجهيز لـ 4 أشهر كاملة، إلى أن تم لأول مرة في التاريخ إضاءة المسجد النبوي بنور الكهرباء وهو الحديث الذي استدعى إقامة احتفال كبير هناك.
وأحمد باشا حمزة من مواليد مايو/آيار 1891، في قرية طحانوب مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية شمالي البلاد، أكمل دراسته الثانوية في مصر ثم التحق بالجامعة لدراسة الهندسة في إنجلترا.
وعندما عاد من إنجلترا، كانت فكرة إنتاج الزيوت العطرية قد اختمرت في ذهنه، فأسس مصنعا لتحويل الياسمين والزهور ذات الروائح الزكية التي زرعها إلى زيوت عطرية ثم تصديرها، ليصبح أول من صنع وصدر الزيوت العطرية في الشرق الأوسط.