وانتقدت إيران بشدة تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن ضرورة إبرام اتفاق جديد مع طهران لإحياء الصفقة النووية المبرمة عام 2015.
مقترح مرفوض
وقال آبادي إن دور الوكالة هو التحقق من تنفيذ الاتفاق وتقديم التقارير اللازمة حول ذلك، مشيرا إلى أنها لا تملك الصلاحيات لإبداء رأيها في كيفية تنفيذه.
وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى أن تقديم أي تقييمات بشأن كيفية تطبيق هذه الالتزامات، مثل الإشارة إلى مخالفات، يعد خارج تفويض الوكالة ولا بد من تفادي ذلك، مضيفا أن الوكالة الدولية أدت دورها في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي وتم وضع وتنسيق التزامات وأهداف الأطراف المعنية بصورة دقيقة ويعرف كل طرف ما يجب عليه فعله.
وتابع: "لن تكون هناك مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق، وفي حال إحيائه لن تكون هناك حاجة إلى تبني وثيقة جديدة بشأن دور الوكالة. لا حاجة لزيادة الوضع تعقيدا".
ورجح الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في حوار مع وكالة "رويترز" أن إحياء الاتفاق النووي في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سيتطلب إبرام اتفاق جديد خاص بتراجع طهران عن مخالفاتها لبنود الصفقة.
تمسك إيراني
محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني، قال إن "ما نسمعه بين الحين والآخر عن وجود اتفاق جديد بين إيران ومجموعة 5+1، ويطرح الرئيس الأمريكي بايدن الكلام نفسه، كما كان يطرحه ترامب".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خرج من الاتفاق النووي لإجبار الإيرانيين على الدخول في اتفاق جديد ببنود جديدة تشمل موضوع الصواريخ، والنفوذ الإيراني في المنطقة".
وتابع: "ما الفرق بين طرح بايدن وشروط ترامب، وما الأزمة في الاتفاق القديم الذي استغرق 12 عاما من المفاوضات للتوقيع عليه من قبل الأطراف الدولية، هل يريد بايدن الدخول في مفاوضات شاقة جديدة".
وأكد أن "إيران لا تقبل بأي نوع من أنواع الابتزاز، ولن تدخل في أي مفاوضات جديدة مع أمريكا غير مجدية، الإيرانيون رفضوا خلال توقيع الاتفاق النووي الحالي أي بنود تتعلق بالصواريخ، وتمسكوا بأن يكون الاتفاق نوويًا فقط".
أزمة ثقة
من جانبه قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن "الحديث عن اتفاق نووي جديد لا يتوافق مع الحديث عن الاتفاق النووي، الحالي، ففي حال قامن الولايات المتحدة بتنفيذ تعهداتها حسب القرار 2231 أو الاتفاق النووي فإيران أيضا سوف تقوم بتنفيذ تعهداتها".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "بحث موضوع اتفاق جديد في ظل تهرب الولايات المتحدة من تنفيذ تعهداتها السابقة شبه مستحيل أن تقبل إيران به".
وتابع: "إيران لن تقبل بهذه المفاوضات خاصة في ظل وجود أزمة عدم ثقة كاملة تجاه الولايات المتحدة ليس فقط من قبل إيران بل من قبل المجتمع الدولي أجمع".
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، قد صرح في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الأسبوعية أن "العودة إلى الاتفاق (النووي مع إيران) الحالي لن تكفي"، وذلك رداً على احتمال إعادة تحريك هذا الملف بعد تسلم الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن مهامه كرئيس للولايات المتحدة.
وأوضح أنه "ينبغي أن يكون ثمة نوع من اتفاق نووي مع إضافات، وهو أمر يصب في مصلحتنا أيضاً". وأضاف ماس "لدينا توقعات واضحة من جانب إيران: لا أسلحة نووية لكن أيضاً لا برنامج صواريخ بالستية يهدد كل المنطقة".
وعلق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على كلام وزير الخارجية الألماني قائلًا: "ما ينبغي لهايكو ماس و(برلين ولندن وباريس) أن يقوموا به قبل أن يقولوا ما ينبغي لإيران القيام به: احترموا التزاماتكم (..) وتوقفوا عن انتهاك اتفاقية فيينا المبرمة العام 2015 بين القوى العظمى وإيران".
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن قد أكد أنه يؤيد عودة بلاده إلى الاتفاق في حال عادت السلطات الإيرانية إلى "احترام صارم" للقيود المفروضة على برنامجها النووي، قبل مفاوضات بشأن تهديدات أخرى من جانب طهران.
وقال لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه فقط بعد عودة واشنطن وإيران إلى الاتفاق "بالتشاور مع حلفائنا وشركائنا سنطلق مفاوضات واتفاقات متابعة لتشديد وتمديد القيود النووية المفروضة على إيران وللتطرق الى برامج الصواريخ" الإيرانية.
يذكر أنه في العام 2018، انسحب الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، الذي سيغادر البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير المقبل، من الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة مع إيران لمنعها من حيازة السلاح النووي.