وقال مالكي في حوار مع قناة العالم، بثت تفاصيله وكالة أنباء "فارس" الإيرانية: "أمريكا قررت اغتيال سليماني لأنه أحبط الكثير من مخططاتها لتغيير هوية المنطقة".
وتابع بقوله، "نجح سليماني وأبو مهدي المهندس في إيقاف أكثر من خطة للتغيير في المنطقة، وهو ما أزعج الأمريكان كثيرا".
وأكمل المالكي قائلا "حینما یكون الصراع یصل إلی المحرمات فيما تقوم به الدول مع بعضها يصبح استهداف القادة هو في مقدمة الأهداف التي تستهدفها الدولة المتنازعة مع الدولة الأخری. وإذا طبقنا هذا الكلام علی الصراع بين إيران وأمريكا وهو صراع عنيف وعميق وله امتدادات وأمامه مشوار طویل من التحديات، فمن الطبيعي جداً أن یستهدفوا القادة الذين حققوا انتصارات والذين استطاعوا أن يحققوا تقدماً. في هذا التقدم أوقفوا كثير من المخططات التي كان يراد لها أن تسير المنطقة علی وقعها. قاسم سليماني في حركته في تواصله في اهتمامه في جهاده استطاع أن يوقف أكثر من خطة للتغيير في المنطقة".
واستدرك قائلا "ساعد قاسم سليماني الشعوب والحركات والجبهات في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، لكي تصمد وتتماسك وتصبح قوية في مواجهة ما يخطط لهام انهيار، ولعل موقفه في سوريا الأبرز حيث أوقف مخطط انهيارها الذي كان معدا واشتركت فيه إسرائيل ودول عربية".
وكشف المالكي كيف أن قاسم سليماني ساعد العراق في حربها ضد داعش، وأمدها بالعتاد والسلاح، الذي رفضت أمريكا منحها إياه.
وقال المالكي
"تحدث مع سليماني مباشرة، لأنه كان لدي علاقة طيبة معه ودائما ما التقي به، وعندما تصاعدت الأحداث أتى بنفسه إلى بغداد، وقال لي ما الذي نستطيع مساعدتكم به.
وأضاف بقوله "قلت له تساعدونا بتزويدنا بالأسلحة. بيعوا لنا أسلحة. ولكن نريد أسلحة سريعة وعاجلة وتعطونا من مخازن السلاح الإيراني. الرجل لم يقصر وتوصيات قيادة الجمهورية الإسلامية أيضاً كذلك. كنا نتفق علی السلاح اليوم، غداً يدخل السلاح. ليس كبلغاريا وبولونيا وأمريكا وفلان دولة، الذين نحتاج إلی سنة وأشهر لكي يصل أو لايصل السلاح إليك، لا.. كنا نتفق اليوم ويصلنا السلاح يوم غد. علی مختلف مستويات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وبعض الأسلحة الثقيلة أيضاً. كنا نشتريها اليوم، وتصلنا غداً وتدخل للمعركة مباشرة وإذا كانت تحتاج إلی خبراء يأتون الخبراء معها ويذهبون إلی قواطع الجبهات في القتال مع داعش لإدارة عملية استخدام السلاح أو تدريب المجاهدين والمقاتلين علی السلاح".
وأكمل قائلا "هذه هي نقطة القوة التي يجب ألا ننساها للجمهورية الإسلامية ولقاسم سليماني، من أنه مكنوا قواتنا من الدفاع ومواجهة خطر داعش حينما جهزونا بالأسلحة من مخازنهم، وليست من صناعات جديدة".
أساليب العصابات
وتحدث المالكي أيضا عن اغتيال قاسم سليماني بقوله
"هذه جريمة نكراء، لأنها أولا تجاوزت سيادة العراق، وثانيا لأنها استهدفت ضيفا كبيرا وعزيزا على العراق والعراقيين، وثالثا لأن أسلوب الاغتيالات يناسب ما تقوم به عصابات وليس دولة مثل أمريكا ترفع شعارات الحرية والديمقراطية".
وتابع المالكي قائلا "يجب أن يكون للحكومة العراقية دورا في كشف هذه الجريمة وإحالة المتسبب فيها إلى القضاء، وكشف ملابستها، إن كان هناك دور لبعض الأفراد العراقيين أو الجهات العراقية، أو لم يكن".
واستمر بقوله "وإذا كان هناك دور لبعض الدول الاقليمية، ربما قدمت أو ساعدت، أو لم يكن، إلى الآن نحن وبصراحة، وهذه يمكن أن تسجل علينا كعراق، لم نقدم توضيحاً كافياً كيف حصلت الجريمة؟ بمعنى عدى الذي حصل أن طائرات مسيرة خرجت من القاعدة الفلانية واستهدفت الرتل أو السيارات التي كان فيها قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس".
وأكمل قائلا "لكن من الذي أعطاهم علماً بأن قاسم سليماني الآن في بغداد؟ ومن الذي أعطاهم علماً بأنه خرج من مطار بغداد؟ هكذا مسألة تحتاج إلى عملية كشف ثم محاسبة، للجهة التي كانت تقف خلف الحادث".
وقال المالكي "اسمع بأن هناك تحقيق في القضاء، بأنه ربما يعلن عنه قريباً، ولكن هذا قد تأخر كثيراً، المفروض ألا تتأخر مثل هكذا جريمة بشعة، ولكن يبدو أن القضاء قائم بدور هو والمخابرات والأجهزة الأمنية".
وتطرق أيضا لما سبق وقاله حيدر العبادي، رئيس الوزراء السابق، بأن الحكومة العراقية كانت على علم بالضربة الأمريكية، بقوله "إن كان ما يقصده الأخ حيدر العبادي بأن الطائرات الأمريكية خرجت بموافقة عراقية، وكان معلوما للحكومة أنها ستقصف قاسم سليماني، فهذه قضية خطيرة".
وأتبع بقوله "بمعنى أن الحكومة العراقية متواطئة، إذا كانت الموافقة لضرب الهدف، ولكن أصل الموافقة بدخول الطائرات، فهي يومياً تدخل وتخرج، لأن العراق والحكومة العراقية في زمانه طلبت مساعدة أمريكا".
وأكمل قائلا "عندنا طائرات مقاتلة تدخل وطائرات نقل تدخل ودبابات، وقاعدة عين الأسد، فإذا كان الهدف القول بأنها دخلت بموافقة الحكومة العراقية ضمن سياق الاتفاق الموجود مع القيادة الأمريكية، فهو طبيعي وليس فيه إشكالاً، ولكن إذا كان الكلام الذي تفضل به، أنها دخلت لتنفيذ المهمة وبعلم الحكومة العراقية، هنا الحكومة العراقية ورئيس الوزراء يتحمل المسؤولية".
وقتل قائد فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس القيادي في الحشد الشعبي العراقي، في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، في غارة أمريكية استهدفت موكبهما في مطار بغداد.