ورصد مراسل "سبوتنيك" في حلب خلال جولته داخل موقع النقطة المنسحبة، بعض المخلفات التي تركها الجنود الأتراك قبل انسحابهم من عبوات الطعام والمياه وبعض المستلزمات الشخصية، إلى جانب بعض العوارض والتجهيزات الحديدية التي كانوا يستخدمونها في تدريباتهم الرياضية.
كما رصد المراسل التحصينات الترابية والسواتر التي كانت موجودة داخل الجدار الإسمنتي الخارجي للنقطة، في حين لوحظت بعض آثار الحرائق الصغيرة التي يبدو أنها نجمت عن تفجيرات محدودة لبعض المواقع داخل النقطة، بهدف إخفاء معالمها على غرار ما جرت عليه عادة القوات التركية قبل انسحابها من نقاط المراقبة.
وقال مصادر ميدانية لـ "سبوتنيك"، بأن نقطة جبل عندان بدأت تشهد عمليات تفكيك أجزائها قبل نحو شهر من الآن، ورغم أن عمليات التفكيك ونقل المعدات كانت تسير بوتيرة بطيئة نسبياً، إلا أن عمليات الإخلاء الكامل انتهت قبل أيام فقط، بعد خروج آخر آلية تقل الجنود الأتراك إلى خارج النقطة.
وذكر المصدر أن عمليات انسحاب النقطة التركية لم تشهد أي أمر خارج عن المعتاد، حيث تمت بطريقة "سلسة" وبإشراف مباشر من قوات الشرطة العسكرية الروسية، التي كانت تواكب عمليات التفكيك والانسحاب بشكل يومي.
وبانسحاب نقطة جبل عندان من ريف حلب الشمالي، باتت نقطة "الهضبة الخضراء" المتاخمة لبلدة العيس بريف حلب الجنوبي، نقطة المراقبة الوحيدة الموجودة حالياً ضمن مناطق سيطرة الجيش السوري في حلب، فيما أكدت مصادر "سبوتنيك" بأن تلك النقطة تشهد عمليات تفكيك وإخراج مستمر للمعدات والجنود من داخلها، لحين انتهاء عملية الانسحاب.
وكان الجيش السوري تمكن خلال عملياته العسكرية الأخيرة التي نفذها مطلع العام الحالي في أرياف حلب، من إيقاع خمس نقاط مراقبة تركية ضمن حصار قواته، وهي نقاط "الراشدين"، "قبتان الجبل- الشيخ عقيل"، "جبل عندان"، "معمل الكوراني"، و"الهضبة الخضراء"، حيث انسحبت النقاط الأربع الأولى بشكل كامل، بينما تتجه الأنظار حالياً إلى النقطة الوحيدة المتبقية في "الهضبة الخضراء".