يوسف سحساح، البالغ من العمر 29 سنة، مصور فوتوغرافي وخريج معهد السينما بالمغرب، قرر أن يقوم بتجربة مغايرة عبر دراجة هوائية يحمل عليها أمتعته وزاده من دولة لأخرى ليقطع آلاف الكيلومترات بوسيلة بسيطة تمكن من خلالها بزيارة العديد من الدول الأفريقية، حتى الآن.
بحسب يوسف، كانت الرحلة الأولى عام 2014، حينما كان يدرس السينما في مدينة وزازات، وكان يسافر كل نهاية أسبوع إلى القرى والجبال في مناطق الجنوب الشرقي للمملكة.
يقول يوسف في حديثه لـ"سبوتنيك" أنه "قرر القيام بتلك المغامرة قبل ثلاث سنوات منذ يناير/ كانون الثاني 2018، حيث خرج من دراه بمدينة العيون على دراجته، حاملا معه بعض الضروريات للسفر ومبلغا من المال.
مر خلال رحلته حتى الآن منذ العام 2018 بموريتانيا ثم السنغال، وغامبيا، وغينيا بيساو، وغينيا كوناكري، مرورا من مالي، وبوركينا فاسو، وكوت ديفوار، وغانا، وتوغو، والبنين، والنيجر، والغابون، والكونغو، وأنغولا، وناميبيا، وصولا إلى جنوب أفريقيا، التي يستعد منها للإنطلاق إلى مصر.
دراسته للسينما والفن الفوتوغرافي، بمعهد السينما بمدينة ورزازات، الملقبة بهوليود أفريقيا، جعلته أكثر شغفا ومولعا بالسفر واكتشاف العوالم الأخرى، والتي اكتشفها عبر التنقل في الداخل المغربي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه كان من المفترض أن يحل بمصر خلال هذه الأيام، إلا أن سرقة دراجته الهوائية منعته من الاستمرار في التنقل، حتى يحضر دراجة بديلة لاستكمال الرحلة إلى مصر ومن ثم الأردن وفلسطين ولبنان، والانطلاق نحو آسيا.
لم تكن سرقة الدراجة وحدها هي المانع أمام استكمال الرحلة، حيث أنه وبعد أن حصل على دراجة أخرى قادمة من المغرب، فرضت إجراءات قوية بشأن انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي عرقل استمرار التنقل.
منحه السفر مساحة لاكتشاف الوجه الحقيقي للأشياء بعيدا عن الإعلام، وهو ما دفعه لاكتشاف قارة أفريقيا بنفسه، ليكتشف الصور الحقيقية لها.
وتتمثل الصعوبات التي واجهته في البداية في وسيلة التنقل وهي الدراجة، خاصة أنه ولأول مرة يستعملها في السفر الطويل.
يقول سحساح:
إن أفريقيا ليست كما يصورها الإعلام، وأن الواقع بخلاف الصور الذهنية التي تروج، وأن الأفارقة رغم البطالة والفقر، إلا أن أحلامهم بسيطة.
اكتشف تأثير العلاقات الشعبية بين الدول، وذلك من خلال الترحيب به بمجرد معرفة الناس بأنه من المغرب، نظرا للعلاقات القوية بين المغرب والدول الأفريقية.
من الدروس التي استفاد منها خلال رحلته، احترام الأديان والثقافات، وتبادل الأفكار والرؤى في إطار الاحترام المتبادل.
فيما يتعلق بالجوانب المادية، يقول يوسف إنه أدخر مبلغا من المال قبل بدء الرحلة، وكان يعمل في الدول التي يمر بها في مجاله للحصول على الأموال التي تمكنه من شراء الأساسيات الضرورية للحياة، خاصة أنه لا يحتاج لكثير من المال حسب تأكيده، كما يحصل على مساعدات السفارات المغربية بشأن تأشيرة العبور من دولة لأخرى.
يأمل في استكمال حلمه ورحلته، حيث يؤكد يوسف سحساح، أنه سيواصل رحلته إلى أبعد مدى ممكن، وسيستثمر ما صوره خلال رحلته من مقاطع فيديو وثقت لمحطاته المختلفة، لبثها على قناة على موقع يوتيوب، كما أنه تمكن من بيع بعض الصور لبعض القنوات خلال الرحلة.
نظم معرضه "أفريقيا عبر العيون" والذي يضم صورا لأطفال ينتمون إلى الدول الأفريقية التي زارها، كما يسعى لإقامة المزيد من المعارض خلال رحلته.
تعرض خلال الرحلة في دولة النيجر لوعكة صحية كبيرة بسبب دواء منتهي الصلاحية، كما تعرض لهجوم في إحدى القرى في شمال دولة أنغولا، إلا أن تدخل الشرطة بعد اتصال من ساكني القرية، أنقذ حياته.
ويسعى يوسف للانتقال إلى مصر خلال الأيام القليلة المقبلة.