لذلك يمكن أن تكون الأيام المقبلة شاهدة على حدث جلل آخر بإنهاء الحياة السياسية للرئيس دونالد ترامب فورا، وعدم الانتظار إلى مراسم تسليم السلطة المقرر لها الثلث الأخير من الشهر الجاري.
فقد جاء اقتحام أنصار ترامب أمس لمبنى الكونغرس في محاولة لإلغاء نتيجة الانتخابات التي فاز بها منافسه جو بايدن، في مشهد أذهل العالم بأسره، وتعالت الأصوات داخل الولايات المتحدة لتفعيل التعديل 25 من الدستور الأمريكي الصادر عام 1963 لعزل الرئيس الحالي.
وطالب نواب في الكونغرس بشكل واضح وصريح تفعيل المادة، متهمين ترامب بأنه المسؤول الأول عما حدث، وأنه كان محرضا بشكل كبير على ما حدث.
دعت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى إقالة الرئيس دونالد ترامب قبل نهاية فترة ولايته في 20 يناير.
وبحسب بيلوسي، التي تحدثت في مؤتمر صحفي، فإن ترامب ارتكب "أعمالا تخريبية" ويجب إزالته وفقا للتعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي بشأن عدم قدرة الرئيس على أداء واجباته.
Yesterday, American democracy came under attack — but we refuse to be bullied into abandoning our duty to work #ForThePeople. https://t.co/6KoVAVbZh7
— Nancy Pelosi (@SpeakerPelosi) January 7, 2021
وقالت بيلوسي: "الرئيس الأمريكي شخص خطير للغاية ولا ينبغي أن يكون في منصبه. هذه هي الأولوية القصوى".
وقال السيناتور تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إن "ما حدث في مبنى الكونغرس أمس كان تمردا دعا إليه ترامب، هذا الرئيس لا ينبغي أن يبقى في منصبه يوما واحدا".
وطلب شومر من نائب الرئيس مايك بنس تفعيل التعديل 25 من الدستور الأمريكي لنقل السلطة فورا من الرئيس إلى نائبه.
What happened at the U.S. Capitol yesterday was an insurrection against the United States, incited by President Trump.
— Chuck Schumer (@SenSchumer) January 7, 2021
This president must not hold office one day longer.
وقال "إذا لم يتصرف نائب الرئيس، فينبغي على الكونغرس أن يجتمع لمساءلة ترامب وعزله".
وفي تغريدة جديدة له قال شومر إن "الطريقة الأسرع والأكثر فاعلية - التي يمكن القيام بها اليوم - لعزل هذا الرئيس من منصبه هي أن يستدعي نائب الرئيس التعديل الخامس والعشرين على الفور".
The quickest and most effective way—it can be done today—to remove this president from office would be for the Vice President to immediately invoke the 25th amendment.
— Chuck Schumer (@SenSchumer) January 7, 2021
If the Vice President and the Cabinet refuse to stand up, Congress must reconvene to impeach President Trump.
وأضاف: "إذا رفض نائب الرئيس ومجلس الوزراء، يجب على الكونغرس أن يجتمع مرة أخرى لعزل الرئيس ترامب".
وكذلك طالبت النائبة في الكونغرس إلهام عمر بتفعيل المادة وقالت عبر حسابها في "تويتر" "يجب عزل ترامب، لا يمكننا السماح له بالبقاء في منصبه، إنها مسألة الحفاظ على جمهوريتنا ونحن بحاجة إلى الوفاء بيميننا.. أنا أقوم بإعداد مقالات الإقالة".
I am drawing up Articles of Impeachment.
— Ilhan Omar (@IlhanMN) January 6, 2021
Donald J. Trump should be impeached by the House of Representatives & removed from office by the United States Senate.
We can’t allow him to remain in office, it’s a matter of preserving our Republic and we need to fulfill our oath.
وأشارت وسائل إعلام أمريكية منها موقع "CNN" و"CBC" بأن عدداً من الوزراء في إدارة الرئيس ترامب ناقشوا إمكانية تنحيته بعد اقتحام الكونغرس عبر تفعيل المادة 25.
غير أن موقع "ذا هيل" الأمريكي أكد على أن "مناقشات مسؤولي الإدارة بشأن تفعيل المادة 25 من الدستور لعزل الرئيس تبدو محدودة، وليس واضحا ما إذا كان التحرك يحظى بدعم عدد كاف من الوزراء".
وهو ما جعل الجميع يسأل عما تنص عليه التعديل 25 من الدستور الأمريكي، وهل فعلا يمكن أن تنتهي أيام ترامب في البيت الأبيض قبل حفل تسليم السلطة الذي ينتظره الجميع في الولايات المتحدة وخارجها.
ما هو نص التعديل 25 من الدستور؟
وينص التعديل الخامس والعشرون من الدستور الأمريكي على 4 فقرات، تتحدث جميها عن كيفية عزل الرئيس، أو وفاته أو استقالته قبل إنهاء فترته الرئاسية، وما يحدث بعد عزله ومن يتولى الرئاسة حتى يأتي الرئيس الجديد.
تنص الفقرة الأولى، والتي تحمل عنوان "أحكام عزل الرئيس وخلافته" على أنه "في حالة عزل الرئيس من منصبه أو وفاته أو استقالته، يصبح نائب الرئيس رئيساً".
وتنص الفقرة الثانية على أنه "عندما يشغر منصب نائب الرئيس، يرشح الرئيس نائب رئيس الفقرة الثانية يتولى هذا المنصب لدى تصويت أكثرية مجلسي لشيوخ والنواب بالموافقة على تعيينه".
أما الفقرة الثالثة فتنص على أنه "عندما يبلغ الرئيس كلا من الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب تصريحه الخطي بعجزه عن القيام بسلطات وواجبات منصبه، وإلى أن يبلغهما خطياً تصريحاً بعكس ذلك، يتولى نائب الرئيس القيام بهذه السلطات والمهام كرئيس بالوكالة".
أما الفقرة الرابعة، هي الفقرة الرئيسية التي يستند إليها المطالبون بعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهي الفرة الأكبر في المادة، وتنص على أنه "عندما يبلغ نائب الرئيس وغالبية الموظفين الرئيسيين في الوازرات التنفيذية أو أعضاء هيئة أخرى، يحددها الكونغرس بقانون، رئيس مجلس الشيوخ المؤقت ورئيس مجلس النواب تصريحهم الخطي بأن الرئيس عاجز عن القيام بسلطات ومهام منصبه، يتولى نائب الرئيس فوراً سلطات ومهام المنصب كرئيس بالوكالة".
وأضافت المادة أنه "... وبعد ذلك، عندما يبلغ الرئيس رئيس مجلس الشيوخ المؤقت ورئيس مجلس النواب تصريحه الخطي بعدم وجود حالة عجز لديه، يستأنف القيام بسلطات ومهام منصبه ما لم يبلغ نائب الرئيس وغالبية الموظفين الرئيسيين في الوزارات التنفيذية أو أعضاء هيئة أخرى يحددها الكونغرس بقانون، وفي غضون أربعة أيام، رئيس مجلس الشيوخ المؤقت ورئيس مجلس النواب تصريحهم الخطي بأن الرئيس عاجز عن القيام بسلطات ومهام منصبه".
وتابع المشرع في التعديل: "عند ذلك يبت الكونغرس في القضية في اجتماع يعقده في غضون 48 ساعة لذلك الغرض إذا لم يكن في دورة انعقاد. وإذا قرر الكونغرس، في غضون 21 يوماً من تسلمه التصريح الخطي الثاني، أو في غضون 21 يوماً من الموعد الذي يتوجب فيه انعقاد المجلس، إذا لم يكن في دورة انعقاد، وبأكثرية ثلثي أصوات مجلسي الشيوخ والنواب أن الرئيس عاجز عن القيام بسلطات ومهام منصبه، يستمر نائب الرئيس في تولي هذه السلطات والواجبات كرئيس بالوكالة، أما إذا كان الأمر خلاف ذلك فيستأنف الرئيس القيام بسلطات وواجبات منصبه".
لماذا صدر هذا التعديل ومتى؟
في أعقاب اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، الذي عانى سلفه دوايت أيزنهاور من نوبات قلبية كبيرة. كان من المفترض إنشاء خط واضح للخلافة والاستعداد للطوارئ العاجلة.
وعانى أيزنهاور من نوبة قلبية منهكة أثناء توليه منصبه في الخمسينيات. كان ذلك قبل التعديل الخامس والعشرين، لذلك لم يكن هناك حكم دستوري. وبدلاً من ذلك، توصل إلى اتفاق مع نائب الرئيس ريتشارد نيكسون حول تسليم السلطة.
جزء التعديل الخامس والعشرين الذي يسمح لنائب الرئيس ومجلس الوزراء بإقالة الرئيس كان لمعالجة حالة إذا كان الرئيس دخل في غيبوبة لا يتوقع أن يفيق منها قريبا أو أصيب بجلطة دماغية ستؤثر على قدرته في إدارة البلاد.
وصاغت إدارة ريغان، لكنها لم توقع أو ترسل، رسائل إلى مجلس الشيوخ الذي كان سيتولى السلطة من ريغان بعد إطلاق النار عليه في عام 1981.
وبذلك يمكن أن يكون اقتحام مثيري الشغب مبنى الكونغراس بناء على طلب الرئيس قد ينتهي به الأمر ليكون أول حالة طوارئ في تاريخ الأمة الأمريكية.