وأضاف:" نريد لأنقرة ألا تكون الداعم الأساس للإخوان المسلمين. نريد لأنقرة أن تعيد البوصلة في علاقاتها العربية".
ويرى خبراء أن التطورات الحاصلة في المنطقة وفوز الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة الأمريكية، فرض الكثير من التغيرات على العلاقات بين الدول، خاصة في ظل العمل على عدم وصول الخلافات للذروة.
وتوقع أحد الخبراء أن السيناريو الأقرب بين الإمارات وتركيا هو خفض حدة التوتر، خاصة في ظل صراع النفوذ والتمدد بين الجانبين في أكثر من منطقة.
قال مسعد الزياني، المحلل السياسي السعودي، إن العلاقات بين دول الخليج وتركيا قائمة بالفعل، إلا أنها تأثرت خلال الفترة الماضية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن الموقف الإماراتي والعربي يتفق على بعض النقاط المهمة الخاصة بعدم التدخل التركي في الشؤون العربية وأن أي تغير في طبيعة العلاقات سيكون مقابل تغير في السياسة التركية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "المصالحة الخليجية يمكن أن تنعكس بالفعل على العلاقات مع تركيا، إلا أنه يمكن لتركيا البدء بمعالجة الأخطاء التي ارتكبتها تجاه الدول العربية".
وقال كرم سعيد، الباحث بالشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر، إن "قمة الخليج الأخيرة كانت مجرد حلحلة للخلافات بين الدول وأن تأثيرها بشكل مباشر على العلاقات بين تركيا والدول العربية غير وارد بشكل كبير في الوقت الراهن".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن مستقبل العلاقات بين الإمارات وتركيا يمكن أن يمضي ضمن ثلاثة سيناريوهات.
- السيناريو الأول هو عودة العلاقات الطبيعية بين الإمارات وتركيا، خاصة أن الإمارات أحد الأسواق المهمة بالنسبة للمنتجات التركية، كما يعتمد الاقتصاد التركي على التدفقات الاستثمارية حيث تعد الإمارات ضمن الأرقام المهمة في الاستثمار الأجنبي في تركيا.
- السيناريو الثاني يتعلق بضبط حدود التوتر القائم على خلفية العديد من الملفات، على رأسها انحياز الإمارات إلى خصوم تركيا في شرق المتوسط اليونان وقبرص، وكذلك رفض الدور التركي المتنامي في منطقة الخليج.
ويرى سعيد أن التغيرات الحاصلة في المنطقة وخاصة وصول جو بايدن إلى الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية فرض بعض التغيرات بشأن عدم رفع درجات التوتر إلى الذروة، خاصة أنه يحمل عداوات لتركيا وعلاقته بالإمارات ليست جيدة.
ويرى كرم سعيد، أن السيناريو الأقرب للتنفيذ هو ضبط التوتر، خاصة في ظل تشابك وتعقد العلاقات وصراع النفوذ في مناطق عدة.
وقال أنور قرقاش، خلال مؤتمر صحفي يوم 7 يناير/ كانون الثاني الجاري، إن بلاده تعتبر "الشريك الأساسي رقم واحد" لتركيا في الشرق الأوسط، مبينا أن الإمارات "لا تعتز بأي عداء" مع أنقرة.
وتشهد العلاقات بين أنقرة وبعض العواصم العربية حالة من التوتر بسبب العديد من الملفات منها الملف السوري، والليبي والخلافات في شرق المتوسط ومناطق أخرى، وكذلك فيما يتعلق بملف جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة منظمة إرهابية.
وفي أغسطس/ آب 2020، صرحت وزارة الخارجية التركية، أن تاريخ وضمير شعوب المنطقة لن ينسى ولن يغفر "السلوك المنافق" لدولة الإمارات العربية في إبرام اتفاق مع إسرائيل.
وذكرت الوزارة، في بيان مكتوب، أن الشعب الفلسطيني والإدارة الفلسطينية على حق في إظهار رد فعل قوي على الاتفاق الذي سيؤدي إلى التطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل، بحسب وكالة "الأناضول" التركية.
واستضافت السعودية في الخامس من يناير الجاري، القمة الخليجية الحادية والأربعين، التي شهدت حل النزاع السياسي الذي دفع الرياض والإمارات والبحرين ومصر لمقاطعة قطر قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وعن العلاقات مع تركيا، قال قرقاش إن الإمارات ترغب في إقامة علاقات طبيعية مع أنقرة تنطوي على احترام متبادل للسيادة.
ودعا الوزير الإماراتي أنقرة إلى إعادة النظر في علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، حتى تحسن علاقاتها مع الدول العربية.