ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن رئيس أركان الجيش الإثيوبي، الجنرال برهانو جولا، قال فيها إنه يدعو السودان إلى نبذ الضغط الذي يواجهه لـ"خوض حرب بالوكالة، والالتزام بحل النزاع الحدودي مع إثيوبيا من خلال الحوار".
وتابع القائد العسكري الإثيوبي: "إثيوبيا والسودان تربطهما علاقة طويلة الأمد، وأديس أبابا لعبت دورا فعالا في حل الأزمة السياسية في السودان سلميا، ودون الإضرار بالشعب السوداني قبل عام".
واستمر، بقوله: "الجيش السوداني تعدى على سيادة إثيوبيا بينما كانت تقوم الحكومة الإثيوبية بعملية إنفاذ القانون، لتقديم المجلس العسكري المتطرف في الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إلى العدالة".
ووصف رئيس الأركان الإثيوبي أن ما حدث من السودان "عمل مأساوي، لا يتوقعه من السودان الذي يتمتع بالعلاقات الودية والتاريخية مع إثيوبيا".
وأردف، قائلا: "هناك طرف ثالث يقف وراء انتهاك الجيش السوداني لسيادة إثيوبيا بقصد تعطيل المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي".
وواصل، قائلا: "الجهة الثالثة استفادت من حقيقة أن إثيوبيا تجري عملية إنفاذ القانون والسودان في عملية انتقال سياسي".
واستدرك برهانو: "هناك جناح سوداني يسعى ليقاتل من أجل الطرف الثالث، فالخلافات الحدودية بين البلدين ليست ظاهرة جديدة ولكن تم حلها سلميا، والمشكلة الحالية تفاقمت من قبل الطرف الثالث، لكن إثيوبيا ليست لديها رغبة في خوض الحرب مع صديقها التاريخي السودان وأنها تريد حل المشكلة سلميا".
ودعا القائد العسكري الإثيوبي السودان إلى حل الخلافات من خلال المفاوضات وتجنب ما وصفه بـ"الحث الحربي" الذي يأتي من قبل طرف ثالث لتعطيل مفاوضات سد النهضة، مضيفا: "سنعقد لقاءات بين المؤسسات العسكرية في البلدين قريبا".
وتشهد العلاقات السودانية الإثيوبية توترا متصاعدا منذ أسابيع على خلفية هجمات مسلحة على حدود البلدين تقول الخرطوم إنها نفذت من قبل ميليشيات إثيوبية مسنودة بقوات رسمية على أراض سودانية، فيما تنكر أديس أبابا تلك التهم، قائلة إنها تتابع عن كثب ما حدث بيد إحدى الميليشيات المحلية على الحدود الإثيوبية السودانية.
جدير بالذكر أن هناك صراعا بين بعض المكونات السكانية بمنطقة "الفشقة" الحدودية بين السودان وإثيوبيا، حيث يتهم سكان المنطقة السودانيون قبائل إثيوبية باستغلال منطقة الفشقة للزراعة لصالحهم في بعض مواسم العام.
كان الجيش السوداني قد بدأ، قبل أسابيع، عمليات لطرد مسلحين غير سودانيين من أراضي منطقتي الفشقة الكبرى، والفشقة الصغرى سيطرت عليها ميليشيات إثيوبية مدعومة من أديس أبابا، طوال العقود الماضية.