وبحسب جريدة "هسبريس" المغربية فقد أكد تقرير المؤشر العالمي للمخاطر المناخية لسنة 2021، الصادر أمس الاثنين، أن المغرب يتكبد هذه الخسائر المالية بسبب التدهور البيئي.
يشار إلى أن التقرير يصدر تزامنا مع انطلاق القمة الافتراضية الهولندية التي تبحث في سبل تكيف البشرية مع تغير المناخ.
وأكد التقرير أن متوسط الخسائر الاقتصادية المتعلقة بالتدهور البيئي ومخاطر التغيرات المناخية في المغرب بلغ 117 مليون دولار أمريكي في 2019، أي ما يساوي تقريبا مليارا و45 مليون درهم.
ووفقا لبيانات التقرير فقد جاء المغرب في المرتبة الـ 90 عالميا من حيث مخاطر التغيرات المناخية، فيما حل في المرتبة 35 عالميا بخصوص الوفيات جراء الكوارث الطبيعية، والمرتبة 42 عالميا في متوسط عدد الوفيات في كل 100 ألف نسمة.
وقد كشف التقرير أن قرابة نصف مليون شخص قضوا في كوارث طبيعية مرتبطة بظواهر الطقس في العشرين عاما الماضية، مشيرا إلى أن أفقر دول العالم هي من تتحمل ما وصفه بـ"وطأة غضب تغير المناخ".
وعما تكبده الاقتصاد العالمي جراء الكوارث الطبيعية، قال التقرير إنه خسر قرابة 2.56 تريليون دولار هذا القرن، لافتا إلى أن أبرز الخسائر البشرية منذ عام 2000 رصدت في بورتوريكو وميانمار وهايتي.
وأكد التقرير أن الدول الفقيرة لم تحصل على الـ100 مليار دولار السنوية والتي وعدت بها الدول الغنية كتمويل مناخي.
وعن ترتيب الدول الأكثر تضررا أشار التقرير إلى أن موزمبيق وزيمبابوي كانتا الدولتين الأكثر تضررا من سوء الأحوال الجوية في عام 2019، ويأتي بعدهما جزر الباهاما الكاريبية، بسبب الدمار الناجم عن إعصار دوريان.
يشار إلى أن رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني كان قد أصدر في مايو الماضي مرسوما يقضي بإحداث اللجنة الوطنية للتغيرات المناخية والتنوع البيولوجي، وهي هيئة للتشاور والتنسيق من أجل تنفيذ السياسة الوطنية في مجال محاربة التغيرات المناخية والمحافظة على التنوع البيولوجي.
وحسب نص المرسوم الصادر في العدد 6880 من الجريدة الرسمية، فإن إحداث هذه اللجنة يستند إلى اتفاق باريس بشأن تغير المناخ "كوب-21" المعتمد سنة 2015، والاتفاقية بشأن التنوع البيولوجي الموقعة بريو دي جانيرو سنة 1992.
ويعتبر المغرب من الدول التي تواجه خطر التغير المناخي بشكل كبير، لأنه يقع في إحدى أكثر المناطق جفافا في العالم، وستعرف أكثر فأكثر تواترا للظواهر الحادة، مثل الجفاف والفيضانات، وتدهورا للنظم الإيكولوجية.
وحسب تقارير للبنك الدولي، فإن المغاربة يعيشون في الخطوط الأمامية لخطر تغير المناخ، وتتجلى تأثيراته في ارتفاع درجة الحرارة، وانخفاض هطول الأمطار، وتفاقم ندرة المياه، وزحف رمال الصحراء على الواحات.