بنغازي– سبوتنيك. وقال العوكلي في مقابلة خاصة مع وكالة "سبوتنيك": "الوضع الوبائي في ليبيا يبدو للوهلة الأولى كأنه تحت السيطرة ولكن هناك عدة أسباب تدعو للقلق وأولها غياب المعلومات الكاملة عن العدد الفعلي للحالات، حيث أن هناك أكثر من ثلثي مراكز العزل الـ 96 في ليبيا غير مفعلة أو غير قادرة على إمداد المركز الوطني للأمراض بعدد الحالات المسجلة وعدد الوفيات كل يوم".
وأشار إلى "عجز المعامل المعنية عن توفير العدد اللازم والكافي للمسحة البلعومية والأساسية لتشخيص حالات كوفيد 19 بدليل أن نسبة الإيجابيات في التحاليل كل يوم تتراوح بين 15% إلى 30 %، وهذا يعني أننا لا نجري ما يكفي من التحاليل لكي تكون النسبة أقل من 5 % وهي النسبة المعمول بها في معظم دول العالم".
وتابع: "أخيرا هناك أعداد غير معروفة تصاب وقد تتوفي دون الوصول إلى المستشفيات أو مراكز العزل لسبب أو لآخر".
وحول انتشار السلالة الجديدة في أغلب الدول الأوروبية والآسيوية وكذلك العربية، وماذا عن ليبيا وهل من المتوقع أن تكون هناك حالات في ليبيا أُصيبت بالسلالة الجديدة، قال وزير الصحة الليبي الأسبق إن "مواد التشغيل اللازمة للتعرف على الطفرات الهامة في فيروس كورونا- كوفيد-20 غير متوفرة في ليبيا وإلى أن تمن علينا بعض المنظمات بتوفيرها بسبب عجز الأجهزة التنفيذية في البلاد في التعرف الأولويات والعمل عليها سيبقي إثبات وجود طفرات أو سلالات جديده للفيروس في ليبيا أمر غير مؤكد".
وأوضح العوكلي أن "هناك علامات سريرية للسلالة الجديدة التي تم التعرف عليها مؤخرا في بريطانيا وجنوب أفريقيا ومنها سرعة انتشار الالتهاب بين أفراد الأسرة الواحدة بعد إصابة أحد افرادها".
وأضاف: "لقد طلب مني أحد المرضي اليوم استشاره طبية لوالده الذي يعاني من قصور في الشريان التاجي والذي أصيب منذ حوالي عشرة أيام بالفيروس وبالفعل نقلت العدوي لجميع أفراد العائلة خلال الأسبوع الماضي".
وبشأن حصول ليبيا على اللقاح ضد فيروس كورونا بعد أن وصلت اللقاحات لبعض الدول العربية التي بدأت في عملية إعطاء الجرعات أكد وزير الصحة الليبي الأسبق أن "ما توفر لدينا من معلومات موثوق منها أن ليبيا من بين 156 دولة التي وقعت على اتفاقية التحالف الدولي لتوفير اللقاحات اللازمة لمنع الاصابة بكوفيد 19 (كوفاكس) ويرجع الفضل هنا للزملاء من اللجنة العليا لمكافحة كورونا في طرابلس".
وتابع: "لكن بسبب تأخر نقل تكلفة المبلغ المتفق عليه عن طريق بنك ليبيا المركزي في طرابلس، أيضا جاء التوقيع في الساعات الأخيرة المتاحة للمشاركة في ذلك التحالف وهذا يعني أن ليبيا قد تكون من أواخر الدول التي ستستلم نصيبها من (برنامج كوفاكس) وهو ما يكفي لتطعيم 20% من الشعب الليبي فقط".
وواصل قائلا: "إذا يبقي توفر اللقاح في ليبيا لأول 20 % من الناس شيء مؤكد ولكن بلا تاريخ محدد، والأدهى من ذلك عدم التزام الحكومات شرقا وغربا حتى الآن بتوفير المال اللازم لشراء التطعيمات لباقي أبناء الشعب وهذا شيء يرثي له لأن تلك القيمة لا تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات".
وشدد العوكلي على أن "من أهم الاحترازات اللازمة لمنع تفشي انتقال العدوى تكمن في التثقيف الصحي للمواطن عن الجائحة وإلزام الجميع بارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة كالأسواق والمحال التجارية ومنع التجمعات غير الهامة كالمناسبات الاجتماعية والتجمهر أثناء افتتاح المرافق الخدمية في القطاعين العام والخاص وكذلك التباعد الجسدي وقياس درجات الحرارة وتعقيم اليدين عند دخول الأماكن العامة بما في ذلك المستشفيات".
وطالب وزير الصحة الليبي الأسبق "المسؤولين الليبيين الالتزام بهذه التعليمات لكي يكون قدوة لرجل الشارع".
وأشار إلى أن "عدم تطبيق هذه الاحترازات هو دليل دامغ على عجز الجهات التنفيذية في ليبيا على إنقاذ الآلاف من الليبيين من الإصابة والموت بسبب جائحة كورونا بفرض هذه الاحترازات التي لا تكلف الكثير من المال والجهد، والدليل الأعظم على فشل هذه السلطات هو انهيار النظام الصحي غير القادر على توفير الأنسولين لمرضي السكر وتوفير جرعات الكيماوي والأشعة العلاجية لمرضي الأورام وخدمات علاج وجراحه أمراض القلب وغيرها من التخصصات".
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض الليبي، اليوم الجمعة، خلال بيان صحفي عن تسجيل 871 إصابة جديدة بفيروس كورونا في البلاد خلال الـ 24 ساعة الماضية، و1064 حالة شفاء، فيما سجلت عشرة حالات وفاة.
ووصل إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء البلاد 117650 إصابة، وسجل عدد حالات الشفاء 97357 حالة شفاء فيما وصلت عدد الوفيات إلى 1842 وفاة.