وأوضحت الدراسة المنشورة في موقع "تايمز نيوز ناو" أن الارتجاع العصبي أو ما يطلق عليه أيضا "تدريب الدماغ" يمكن أن يكون علاجا فعالا لمن يعانون من "اضطراب ما بعد الصدمة".
ويتمثل تدريب الدماغ في مجموعة من التمارين، التي ينظمها الأفراد، من أجل تعزيز نشاط دماغهم، بحسب الدراسة التي أجراها معهد "لوسون" للبحوث الصحية.
وقالت دكتورة روث لانيوس، الباحثة في كلية لوسون للطب وطب الأسنان والطب النفسي التابعة لمركز لندن للعلوم الصحية: "الاتصال الدماغي يشمل أجزاء مختلفة من الدماغ تتواصل مع بعضها البعض، وتساعد على تنظيم حالات الوعي والفكر والمزاج والعاطفة".
وأضافت لانيوس: "يميل الأفراد المصابون باضطراب ما بعد الصدمة إلى اضطراب أنماط الاتصال الدماغي، لكن أبحاثنا تشير إلى أنه يمكنهم تدريب أدمغتهم لاستعادة الأنماط إلى التوازن الصحي".
ويستخدم الارتجاع العصبي نظامًا يسمى حلقة الارتجاع العصبي، حيث يتم قياس نشاط دماغ الشخص من خلال أجهزة استشعار موضوعة على فروة الرأس، وعرضها مرة أخرى عليه باستخدام واجهة الكمبيوتر.
وتسمح تلك الطريقة لتدريب الدماغ للفرد، بإكمال التمارين ورؤية النتائج بصريًا.
واختبرت تجربة "الارتجاع العصبي" مع مجموعة من 72 مشاركًا، بما في ذلك 36 مشاركًا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، و36 مشاركا صحيح.
ومن بين المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، تم اختيار 18 شخصًا بشكل عشوائي للمشاركة في علاج الارتجاع العصبي، بينما عمل الـ 18 الآخرون كمجموعة مقارنة.
ووجدت الدراسة أن شدة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة انخفضت لدى المشاركين الذين تم اختيارهم عشوائياً، لتلقي علاج الارتجاع العصبي.
وبعد العلاج، لم يعد 61.1٪ من المشاركين يستوفون تعريف اضطراب ما بعد الصدمة.
واستخدم فريق البحث أيضًا التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي في مركز سانت جوزيف للرعاية الصحية بلندن، لالتقاط صور لأدمغة المشاركين قبل وبعد المشاركة في التجربة.
ووجدوا أن الأفراد المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، شهدوا تغيرات إيجابية في اتصال الدماغ في شبكة البروز وشبكة الوضع الافتراضي، بعد علاج الارتجاع العصبي.
وتضمنت الدراسة جلسات أسبوعية من الارتجاع العصبي على مدى 20 أسبوعًا.
وطُلب من المشاركين تقليل شدة الموجة الدماغية السائدة - إيقاع ألفا، وتم تصور نشاط الدماغ إما كرسوم متحركة ثابتة أو صورة مشوهة، إذا تم تقليل إيقاع ألفا بنجاح، فقد بدأ تشغيل الرسوم المتحركة أو بدأت الصورة تصبح أكثر وضوحًا.
وقالت لانيوس: "يمكن أن يوفر الارتجاع العصبي خيارًا علاجيًا سهل الوصول إليه وفعالًا للأفراد المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، ويمكن تطبيق العلاج بسهولة في المناطق الريفية وحتى في المنزل".