تحدث العالم الروسي فيكتور دانيلوف-دانيليان، رئيس معهد أبحاث المياه، لقناة RT عن أهداف الخطط، وشرح لماذا لم تأخذ طريقها نحو التنفيذ.
قناة طولها 2550 كم
كان القصد نقل كميات محددة من مياه عدد من أنهار الشمال الروسي وسيبيريا إلى مناطق قاحلة في جنوب البلاد عبر قناة اصطناعية أو خط أنابيب. وفيما يخص أنهار سيبيريا، وعلى الأخص نهر أوب، تضمنت الخطة نقل 6 في المائة من مياهه إلى منطقة بحر آرال، وهو بحر خيم عليه خطر الاضمحلال لأن مياه نهري أموداريا وسيرداريا لم تعد تصل إليه لأسباب تتعلق باستغلالها الاقتصادي وبسبب نقل كميات كبيرة من مياه أموداريا إلى تركمانيا عبر قناة قره قوم الاصطناعية.
وكان من المفروض أن تُنقل 27 مليار طنّ من المياه في السنة من سيبيريا إلى جمهوريات آسيا الوسطى السوفيتية عبر قناة يبلغ طولها 2550 كم وعرضها 200 متر وعمقها 16 مترا.
وفي الحقيقة لم تتضمن الخطة إيصال قطرة من المياه إلى بحر آرال، حيث كان يجب استخدامها لأغراض الري وإمداد التجمعات سكانية في آسيا الوسطى، وعلى الأخص أوزبكستان. وكان الهدف الرئيسي إيصال المياه إلى حقول القطن في أوزبكستان من أجل زيادة إنتاج القطن.
المعارضة
وبدأ خبراء هيئة التخطيط المسؤولة عن وضع خطط التنمية الاقتصادية يبحثون خطة نقل مياه أنهار سيبيريا إلى جنوب الاتحاد السوفيتي في عام 1983، وأبدوا حوالي 120 ملاحظة. ومع ذلك صادقت هيئة الخبراء على الخطة ولكنها دعت إلى إجراء تغييرات عليها وفقا لما أبداه الخبراء من ملاحظات.
ثم صادقت عليها رئاسة أكاديمية العلوم رغم معارضة بعض أعضائها، منهم الأكاديمي فلاديمير كوتلياكوف، رئيس معهد الأبحاث الجغرافية.
إلا أن المعارضين الذين ضم فريقهم العلماء والكتّاب والصحفيين المرموقين لم يتوقفوا عن توجيه انتقاداتهم. وفي الوقت نفسه شهدت السلطة السياسية العليا تغيرا. ورأى الرئيس الجديد ميخائيل غورباتشوف أن تنفيذ الخطة يتطلب أموالا طائلة لا تملكها الدولة. وقررت السلطة العليا في عام 1986 أن تتخلى عن الخطة بسبب افتقارها إلى التعليل العلمي.
التكلفة الباهظة
والأغلب ظنا أن السبب الرئيسي للتخلي عن الخطة يتعلق بتكاليفها الباهظة. وحسب تقديرات رئيس معهد أبحاث المياه فإن الخطة تحتاج إلى تريليون دولار لو تقرر تنفيذها في الوقت الراهن.
ولا يضع أحد خطة كهذه الآن. أما بالنسبة لمشكلة نقص المياه في مناطق معينة فيمكن حلها بتصدير ما تتطلب صناعته كميات كبيرة من المياه إلى هذه المناطق.